طوفان الأقصى، او انبعاث الأمل بقلم مامون اشرقي

مامون اشرقي، الرباط،10/10/2023
بعيدا عن مشاعر القومية العربية و الدينية، لا يسع المرئ سوى الوقوف اعجابا و احتراما لما استطاعت المقاومة الفلسطينية تحقيقه في مواجهة احد اقوى جيوش العالم بمفردها. ففي تلاتة أيام، فاق عدد القتلى الإسرائيليين ما عرفه الكيان في حرب 67.اذ وصف مسؤولون أمريكان وصهاينة ردةالفعل الاسرائيلية بالفشل الاستخبراتي و العسكري.
و رغم العدوان الغير المسبوق الذي يتعرض له قطاع غزة من قصف جوي، و مدفعي، و تهديدات باجتياح بري شامل، إلا ان المقاومة و مقاتليها الاشاوس لا زالوا يحاربون و يسقطون في صفوف العدو قتلى و جرحى و رهائن.
و بغض النظر عن هذا و ذاك، فإن المثير للاهتمام في هذه الحرب هو المعايير المزدوجة التي يرتكز عليها المجتمع الغربي في تعامله مع الأحداث. فالأكراني يدافع عن ارضه، و الفلسطيني ينفذ عمليات ارهابية. الروسي مستعمر ظالم، و الاسرائيلي له الحق في الدفاع عن النفس. صور القتلى الفلسطينيين تبين شجاعة جيش الاحتلال، و صور قتلى الصهاينة تعزى لإرهاب المقاومة. نعم، نحن في زمن تقاس فيه حرية الشعوب بمكيالين، المكيال الاكراني مقابل المكيال الفلسطيني.
مرعب هو ذلك الإجماع الغربي الذي يقف وراء الكيان وقفة رجل واحد في زمن تعدد الاقطاب و الآراء و المواقف. فهذا بيان مشترك امريكي، بريطاني، ألماني، ايطالي، فرنسي. و ذلك اسطول حربي متجه لشرق المتوسط لتقديم الدعم. خلاصة القول، وقف العالم و لم يقعد امام ابطال المقاومة.
اضافة إلى إعلان اسرائيل استدعائها ل 360 ألف جندي احتياطي عدد منهم تنقلهم القوات الجوية الصهيونية من مختلف ارجاء اوروبا.
و في ظل هذا الجو المشحون، يزيد عدد من القادة الاسرائيليين الطين بلة بتصريحاتهم اللا مسؤولة. على رأسهم وزير الحرب الذي صرح بأن بلده تحارب “حيوانات على هيئة بشر”، الشيء الذي رأت فيه هيومن رايتس واتش دعوة صريحة لارتكاب جرائم حرب. كما تحدث رئيس الوزراء الصهيوني عن الرغبة بالدفع بكل فلسطينيي غزة الى البحر.
و رغم كل ما ذكرانه من تضييقات، تستمر بطولات الشعب الفلسطيني الأبدية و مقاومته. فيسري الامل للمرة الاولى في عروق ابناء جيلي من العرب برؤية الأسطورة الإسرائيلية قد لقنت درسا قاسيا لن تنساه في هذه العمليات العسكرية الباسلة.
لم يكن اكثرنا تفاؤلا يتخيل ان هجوما من هذا النوع ممكن على الكيان الغاشم. الدول قد سلمت لإسرائيل، فما بالك ببضع آلاف من المقاتلين اللذين قضوا قرابة العقدين من الزمان تحت حصار مطبق و خذلان شبه اجمالي من قادة العرب و المسلمين.