برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة (الجزء الثاني) أحمد رباص

مع حلول الساعة السادسة من مساء هذا اليوم (11 ديسمبر)، سيواصل الجمهور مشاهدة باقي الأفلام المتنافسة وهي الفيلم التنشيطي “ملاك” (2023) للمخرج العراقي عبد العالي”، والفيلم الوثائقي “في ما وراء الضفة” (2021) للإيطالي ريكاردو دي كال الذي درس الهندسة المعمارية في البندقية، وإلى جانب يعمل مصورا ومخرجا سينمائيا. ويحكي فيلمه هذا عن السبل المتقاطعة لأشخاص يعيشون حول نفس النهر، المعروف تحت اسم “بيافي”.
في صباح اليوم الموالي، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بالضبط، سيفتح نقاش حول السينما المغربية والسينما الأوربية يحاول الإحابة على هذا السؤال: كيف يربط الخيالي والوثائقي بين السينما المغربية وسينما البحر الأبيض المتوسط؟
انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الزوال، سوف تستأنف عروض المنافسة بمشاهدة فيلم وثائقي منتج بشكل مشترك بين فرنسا وإيطاليا تحت عنوان “أشوكيتام” (2021) وإشراف فيديريكو فرانسيوني. لهذا الفيلم قصة يريد سردها، وهي شبيهة بحكاية.
ولد فيديريكو فرانسيوني بإيطاليا سنة 1988. خريج مركز التصوير السينمائي التجريبي بروما. خلال مرحلة تكوينه، أخرج بالاشتراك مع زميله يان شينغ تومبا شريط “الطلقة الأولى” (The First Shot).
يليه فيلم “لومينا” (2021) من نوع خيال LM ومن إخراج صمويل سيستيري. تدور أحداث قصته حول امرأة غامضة تستيقظ لتجد نفسها في شاطئ خال من البشر. بدات تتجول في عالم من الدمار، وهي مزودة بقدرات استثنائية: تؤهلها للاطلاع على ذاكرة الأشياء وإعادة تشغيل آلات إلكترونية ظلت مطفأة لعدة سنوات. وفي إطار التعريف بمخرج الفيلم، يجدر بنا الإشارة إلى أن صمويل سيستيري مخرج شاب ومنتج إيطالي موهوب. يعتبر “لومينا” ثاني فيلم مطول له من هذا الصنف.
في تمام الساعة السادسة، سوف يشاهد الضيوف الحاضرون فيلما جديدا من أفلام الخيال تم إنتاجه هو ايضا بالاشتراك بين المغرب وفرنسا. يتعلق الأمر بفيلم “على قبر أبي” (2023) من تأليف وإخراج جواهين زنتر.
يروي الفيلم قصة “مايين” وأسرتها أثناء رحلتهم لقرية مغربية حاملين نعش أبيهم. وبينما يقرر الرجال دفن الأب مع اشتراطهم بقاء النساء في المنزل، تعترض الفتاة الصغيرة على ذلك، بعزيمة أن تقود أباها إلى مثواه الأخير. للتذكير، جواهين زنتر كاتبة سيناريو ومخرجة فرنكومغربية.
مباشرة بعد ذلك، يأتي الدور على فيلم وثائقي بعنوان “سمكة ذهبية، سمكة إفريقية” (2018) بإخراجه الفرنسي توماس غراند والسنغالي موسى ديوب، وفاز بأكثر من خمسين جائزة عالمية، وهو صيحة إنسانية من أجل عمال الصيد في السنغال على وجه الخصوص، وفي كل أفريقيا والحالات المشابهة لها عبر العالم.
يسلط هذا الفيلم الضوء على منطقة كازامانس، جنوب السينغال، التي تعتبر أحد الملاذات الأخيرة في إفريقيا الغربية لعدد متزايد من الصيادة الحرفيين، من المحولين ومن العمال المهاجرين. أمام منافسة خارجية تزداد رويدا رويدا قوة، يقف هؤلاء الرجال والنساء مقاومين وهم يساهمون بعملهم في الأمن الغذائي لكثير من الدول الإفريقية. لكن بأي مقياس؟
في صبيحة ثالث عشر ديسمبر، يتواصل عرض الأفلام المتنافسة، وتكون البداية بفيلم منتج بالاشتراك بين فرنسا وبلجيكا تحت عنوان “الخطوط الداخلية” (Inner Lines) (2021) لبيير إيف فنديويرد.
في اللغة العسكرية، الخطوط الداخلية هي طرق الطوارئ التي، على الرغم من أنها تقع بالقرب من الخطوط المقابلة، فهي وسائل التحكم في الهروب وتسمح بالهروب. حول جبل أرارات، في تركيا وأرمينيا، يسافر الرسل والحمام الزاجل في هذه المسارات المتوازية، ويلتقون بالمجتمعات التي تعاني من الحروب.
يواصل بيير إيف فنديويرد عمله السياسي والشعري القوي (Les Tourmentes, VdR; Les Eternels, 2016) بهذا الفيلم المصور ب16 ملم بين كردستان العراق، تركيا وقرة باغ العليا. ظل المخرج وفيا مقاربة صورية تمزج الرسم المكتمل وصور اللفافة بما وراء الكاميرا المسموع اللامتزامن، بالشهادات المثيرة للمشاعر.
ابتداء من الثالثة بعد زوال هذا اليوم، وفي إطار اختتام العروض المتنافسة، سيكون الجمهور للكريم على موعد مع فيلم بعنوان “وراء الباب” (2023) للإيطالية كارين دي فيليرز.
كارين دي فيليرز من أصل استوائي، وهي مخرجة أفلام ودرست الأنثروبولوجيا. فاز فيلمها الوثائقي الأول “أنا جارك” (1990) بجائزة في مهرجان كان. ثم أنتجت العناوين التالية “القصر الصغير” (1999) و”كما أراه” (2001)، و”Luc de Hoche”.
النظر من وراء الباب هو إلقاء نظرة على هذا المكان، المنزل، لاكتشاف كيف يمكن له أن يقدم الشخص الذي يعيش بداخله، أن يكون مرآة لداخليته. ثمانية عشر صورة التقطت خلال مسارها اليومي الخاص، بين جدران المنزل وخارجها لتبيان كيف أن المكان الذي تنتمي إليه، عن اختيار أو بمجرد الصدفة، يمكن أن يكون مؤشرا على العلاقة الشخصية التي يقيمها كل واحد منا مع العالم، مع الآخر، ومع الذات على الخصوص، حتى يكون هذا المجال الذي نعيش في كنفه والذي نحمله في دواخلنا مهما كنا وحيثما حللنا وارتحلنا.
على الساعة العاشرة من صباح اليوم الأخير (رابع عشر ديسمبر)، يتم الإعلان عن ورشة سينمائية لفائدة أطفال المدارس.
وإذ يقترح مهرجان السينما والفلسفة بفاس هذه الورشة السينمائية التي تجمع أساتذة وتلاميذ، يروم تمكين الأطفال المشاركين من اكتشاف مختلف الطرائق المرتبطة بإخراج الفيلم والاستئناس بها من جهة، وتشجيعهم على التفكير والنقاش حول مواضيع انطلاقا من الأفلام المعروضة؛ ذلك لأن السينما تمثل بالفعل مصدرا لا ينضب للتربية على المواطنة.
عند الساعة الحادية عشر صباحا، سوف يتم عرض فيلم خيالي مغربي “اكتب لي” (2023) لعمر التوزاني وفيلم “الفزاعة” لأنس الزمتي.
ابتداء من الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم، تنطلق أمسية الاختتام وتوزيع جوائز ابن رشد.
سوف يتم، خلال هذه الامسية، عرض فيلم قصير من إنتاج 2021 وتوقيع المخرجة المغربية مانال غوا. يحكي الفيلم قصة طفل فقد أمه في سن مبكرة بسبب إصابتها بمرض السرطان وحولته الصدمة بحيث جعلت منه رجلا غير مستقر، يضع على وجهه قناعا لترويع واختطاف الفتيات الزعراوات لسبب غامض. يليه فيلم مغربي أخير لشادي الزراقي (27 عام)، الكاتب والمخرج الخاصل على ماستر في السينما الوثائقية ودكتوراه في البيداغوجيا السينماتوغرافية. مخرجه المحبوب هو دينيس فيلنوف.
يدخل هذا الفيلم في إطار كوميديا اللامعقول أو العبث؛ حيث يسرد قصة رجلين مدمنين على الكحول يلتقيان ويتبادلان أطراف الحديث عن قصتيهما في إطار من العبث والسوريالية. خطاب يخفي حزنا ما، وبين الحقيقة والخيال تضيع الشخصية.