وجهة نظر

سري للغاية.. عن قاتلي المبادرات أتحدث..-العلمي الحروني

استئناسا بعلم الاجتماع وخاصة خلاصات دينامية المجموعات، ومن خلال التجربة أيضا يمكن تصنيف “المعرقلين وقاتلي المبادرات” إلى ثلاث أنواع:
نوع ”الحرس القديم ” الذي يرى أنه فوق التنظيم و وصي عليه، ويملك وحده سلطة القرار في أي فعل أو مبادرة، هذا النوع استبدادي ومتسلط لا يقبل الرأي الآخر و لا بالعمل المشترك، بحيث يرى كل مبادرة مهددة لوجوده ولحضوره المرضي، يصنف كل مخالف لهذا الفكر في دائرة المغضوب عليهم، يشكك في قدرات وإمكانيات و أهداف ونوايا كل رؤية للتغيير الديمقراطي، وذلك بدعوى مصلحة ” التنظيم “.
النوع الثاني هو نوع ”مسامير الميدة ”، عدمي عقيم وجبان، يهاب أي تغيير لتقويم الأوضاع المتكلسة، ، لا يناضل قط ، فهو عديم التضحية والمبادرة.
تخصصه هو التبخيس والتصدي لكل حركة ومبادرة، مسخرا كل أساليب التيئيس والقتل المادي والمعنوي خارج أي وازع أخلاقي، نوع خبيث خطير، لا يسمع له همس إلا عندما يتحرك أحد فوق الميدان للتشكيك في النوايا ولاقتناص الأخطاء والهفوات وتضخيمها. فنعته بالمسامير مستوحى من حكاية جحا الذي ” باع الدار وخلى المسمار” لاختصاصها في عرقلة أي حركة أو مسيرة للتغيير، وهو نوع غالبا ما يفلح في النيل من المعنويات والعزائم.. هذا النوع هو في الغالب ضحية ممارسة نوع آخر أكثر مكرا و دهاء.
النوع الثالث ”نوع الثعالب”، نوع في قمة المكر والدهاء، ضحاياه كثر، يستفيد من الأوضاع المهترئة داخل المجموعات، ويتخد من حالة الخمول والكسل المريحين مطية لنيل “الثقة المفقودة”، واكتساب مزيد من السطوة والحضور “الوهميين” في الأجهزة.
يركز كل أساليبه وخدعه وإمكانياته بتسخير ” كراكيزه” (marionnettes) للهدم وإجهاض المبادرات في المهد للاستمتاع ب”راحة” خلوده لتخريب المجموعات. وسيلته في ذلك التحالف “المقدس” مع نوع ” مسامير الميدة ” لـ” تضليل الرأي العام وتأليبه” في التصدي لأي فعل أو حركة نضاليين من شأنهما وأد أي اجتهاد في الفكر والتنظيم.
فهذا النوع يرفض التباري الحر والنزيه لتحمل عبء المسؤولية، ويستعمل “تكتيك” المراوغة بالإنحناء أمام أمواج التغيير الديمقراطي، ذلك في انتظار فرصة الانقضاض واقتناص ضحاياه.
نوع “الثعاليب”، حربائي يقظ ودائم الحضور ، يستفيد من وضع السبات والخمول، نوع مفترس وفارس متمرس في عقيدة الإستفادة والهيمنة والتحكم، وهو المسؤول عن إفشال كل فكر واقتراح وفعل مبادر.
هذه قراءة متواضعة و تشخيص لواقع الحال من خلال تجربة مرة، أقدمها بمثابة رسالة لكل من يهمهم الأمر ولكل غيور على الإرث الفكري والسياسي والقيمي للمؤسسين الأشاوس.. وكل تطابق في الأسماء والأحداث هو وليد مكر الصدفة ومن وحي تأويل “مول الفز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى