قلم لا نرى ما يكتبه: سهله المدني

قلم لا نرى ما يكتبه والعلم هو الذي نعرف من خلاله الحقيقة وهو الذي نميز من خلاله الخطأ من الصواب.

وهو الذي نرى من خلاله أحلامنا وطموحاتنا وكيف نريد أن تكون حياتنا؟ و العلم هو الذي نبني من خلاله العقول و الأجيال.

وهو الذي من خلاله نرسم صورة جميلة عن وطننا و ما يقدمه لنا، ومن خلاله نغرس في العقول حب الوطن وقيمته ومن خلاله نبني أمة قوية، ولكن نحتاج أن ندرك بأن العلم ليس كتب ندرسها للأجيال وليس قلم يحملونه ويعرفوا من خلاله كتابة الحروف ونطقها بل هو أفكار نزرعها في عقول الأجيال و أفكار ومعتقدات ترسخ في داخلهم حب وطنهم و إيمانهم به و معتقدات تجعلهم يدافعوا عنه و يرونه بقلوب صادقة وعاشقة له وبروح ترى كل شيء جميل مهما كان ومهما حدث.

ونزرع في داخلهم عدم التذمر وعدم اليأس وعدم السقوط عند اول صفعة يجدونها في طريقهم ، وعدم لوم الظروف والأشخاص والعالم بل وضع خطط لتخطي تلك العقبات، وتجنب الحديث الفارغ الذي يزرع في داخلهم شبهة وألم إتجاه وطنهم.

وزرع في داخلهم القوة والعزيمة والإرادة وحلم يسعوا من أجل تحقيقه وهم في اول عام دراسي نجعلهم طموحين ومقبيلن على الحياة بحب وشغف وجنون وقوة أمام كل ألم يجدونه، ونجعلهم عندما يصلوا لسن القانوني فقد حققوا أحلامهم في عمر 18وهم لديهم خبرة توهلهم لسوق العمل.

والعلم ليس حروف ندرسها ولا كتب نقلب صفحاتها بل هو رسالة لبناء المجتمع بل هو روح نرى من خلالها كل شيء جميل.

أن ترى أجيال تتغني فخر بوطنها فهذا أكبر إنجاز تفعله في حياتك، وأن تجد في داخلهم قوة ونجاح من أجل وطنهم فهذا أكبر عمل تؤمن به وتفخر به، وأن تغير نظرة الأجيال القادمة للحياة وتجعلها قوة لوطنها لا حمل ثقيل عليهم فأنت بذلك تؤمن بأنه لا شيء مستحيل.

العلم ليس مجرد شهادة يكتب فيها اسمك أنك أكملت مرحلة الثانوية أو الجامعة أو أي كانت المرحلة لا فالعلم هو ليس كذلك، فالعلم هو أن لا تكون عبا على المجتمع و أن يكون وجودك له قيمة لوطنك ولنفسك ولاسرتك ولمن حولك، و أن يكون وجودك سعادة وقوة لا ضعف و ألم لمن حولك، و العلم يغرس في داخلك القيم الجميلة فإن لم يغرسها في داخلك فتأكد بأنك لا تملك شيء حتى وإن كنت تحمل شهادة مكتوب عليها اسمك.

ونحن نتعلم وندرس لكي نصل للقمة ولكي ننجح ونرى النجاح يرقد فوق اقدامنا ولا لكي نجعل الفشل صديق لنا ولا الحزن رفيق دربنا