عيد الشباب: احتفال بأمل ومستقبل الأمة المغربية

يحتفل المغرب يوم 21 غشت بعيد الشباب، وهو تاريخ رمزي يتزامن مع عيد ميلاد الملك محمد السادس. ويحظى هذا اليوم بأهمية خاصة بالنسبة للبلاد، لأنه يجسد مستقبل ودينامية الوطن من خلال شبابه، القوة الحية والركيزة الأساسية لتنمية المملكة.
يعتبر هذا الاحتفال أكثر من مجرد ذكرى بسيطة، فهو مؤسسة حقيقية تعكس قيم الالتزام والتضامن والوطنية التي يحملها الشباب المغاربة الذين يعتبرون حجر الزاوية بالنسبة إلى مستقبل البلاد.
عيد الشباب، الذي تأسس سنة 1956، بعد أشهر قليلة من استقلال المغرب، شهد النور في عهد أب الأمة، الملك محمد الخامس. وكان هدفه في البداية تكريم الشباب المغربي، الذي يعتبر حجر الزاوية في تنمية وإعمار البلاد. وفي عهد الملك الحسن الثاني، اتخذ الاحتفال بعدا رمزيا أكبر، ليصبح لحظة مميزة لتشجيع المبادرات الشبابية، مع إبراز دورهم الحاسم في تطور المجتمع المغربي.
منذ اعتلائه العرش عام 1999، واصل الملك محمد السادس زيادة المبادرات الرامية إلى توفير أفضل الظروف للشباب المغاربة من أجل تطورهم. وواصل جلالة الملك وضع الشباب في مقدمة أولوياته، حيث ضاعف المشاريع والبرامج اللازمة لتعليمهم وتكوينهم وإدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
وإدراكا منه أن مستقبل البلاد يتوقف على شباب مكونين تكوينا جيدا وصالحين للعمل ويتمتعون بصحة جيدة، وضع جلالة الملك هذه الفئة في قلب استراتيجيته التنموية. ومن التعليم إلى الوصول إلى العمل، بما في ذلك الاندماج الاجتماعي والصحة، تترجم السياسة الملكية لصالح الشباب إلى برامج ملموسة تهدف إلى تزويد هذه الفئة من المواطنين بالمهارات والمؤهلات اللازمة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
أصبح عبد الشباب، إلى جانب طابعه الاحتفالي، رمزا للالتزام والتعبئة لدى الشباب. وقد شهدت المملكة ظهور العديد من المبادرات التي يقودها هذا الجيل الجديد، سواء في مجال ريادة الأعمال أو الابتكار أو الأعمال التضامنية. كما أنها فرصة للسلطات المغربية لإعادة تأكيد دعمها لهذه القوى الحيوية، من خلال الكشف عن تدابير ومشاريع طموحة تهدف إلى تعزيز إمكانات الشباب.
كما تتميز الاحتفالات بهذا العيد بإقامة أنشطة ثقافية ورياضية وفنية في كافة أنحاء البلاد. وتشهد هذه الأحداث على حيوية وطاقة الشباب المغاربة، الذين يتميزون بإبداعهم ورغبتهم في المساهمة في تنمية البلاد.
ولطالما حث الملك محمد السادس، من خلال خطاباته ومبادراته، الشباب المغربي على لعب دور مركزي في المجتمع. بالنسبة إلى جلالة الملك، ليس الشباب هم مستقبل المغرب فحسب، بل هم حاضره أيضا. ومن خلال توفير فرص ملموسة وتعزيز الاستحقاق وتشجيع الابتكار، وضع جلالة الملك الشباب في قلب قضايا التنمية.
وعمذا يمثل عيد الشباب لحظة مميزة للتذكير بالطموحات الملكية لصالح هذه الفئة من السكان. ويؤكد أهمية تكوينهم وإدماجهم المهني ومشاركتهم المدنية لجعل المغرب نموذجا للنجاح في أفريقيا وخارجها في العالم.
ومع استمرار المملكة في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، يظل عيد الشباب حدثا رئيسيا لإعادة تأكيد التزام البلاد تجاه شبابها. ويبعث هذا الاحتفال الأمل، ويعكس المغرب الذي يتطلع إلى المستقبل مع الحفاظ على وفائه لقيمه. وما يزال شباب المغرب، بطاقتهم وحماسهم، عن رواد ومهندسي المغرب الطموح والحديث والمزدهر.