اخبار دولية

الطيران الإسرائيلي يقصف لبنان مجددا وحزب الله يستهدف قلب إسرائيل

أحمد رباص

وسعت إسرائيل نطاق ضرباتها الجوية في لبنان يوم الأربعاء وأسقطت صاروخا أطلقته جماعة حزب الله المسلحة على تل أبيب مما أدى إلى تكثيف الصراع بين العدوين اللدودين.
وزعم حزب الله أنه استهدف مقر جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد في تل أبيب، العاصمة الاقتصادية لإسرائيل، بما وصفه بصاروخ باليستي. ولم يتسن لرويترز التأكد بشكل مستقل من نوع الصاروخ الذي تم إطلاقه.
في هذه الأثناء، أعرب زعماء العالم عن قلقهم من أن الصراع الذي يجري بالتوازي مع الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة ضد حماس – يتصاعد بسرعة مع ارتفاع حصيلة القتلى في لبنان.
وقد شن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع أعنف غاراته الجوية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، مستهدفا قادة حزب الله وضرب مئات المواقع في عمق لبنان، بينما أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ على إسرائيل.
وفر مئات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم وامتلأت المستشفيات بالجرحى منذ تصعيد حاد في القصف يوم الاثنين عندما قتل أكثر من 550 شخصا في أعنف يوم في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ولم يهدأ القصف يوم الأربعاء، حيث قالت إسرائيل إن طائراتها الحربية تنفذ غارات مكثفة في جنوب لبنان ووادي البقاع، معقل حزب الله إلى الشمال.
وقالت جماعة حزب الله المدعومة من إيران في بيان إنها أطلقت صاروخا، فجر الأربعاء، استهدف مقر الموساد “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة… ودفاعا عن لبنان وشعبه”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخا أرض-أرض بعد رصده يعبر من لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إنه لا يستطيع تأكيد هدف حزب الله عندما أطلق الصاروخ من قرية في لبنان.
وأضاف أن “النتيجة كانت صاروخا ثقيلا يتجه نحو تل أبيب، نحو مناطق مدنية في تل أبيب. ومقر الموساد ليس في تلك المنطقة”.
هذا، وقد دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وأماكن أخرى بوسط إسرائيل، لكن لم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات.
وكانت هذه الضربة هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي يتم فيها رصد صاروخ لحزب الله فوق تل أبيب، وهو ما يعتبر هدفا يحتمل أن يؤدي إلى تصعيد في العدوان الإسرائيلي.
واتهم حزب الله الموساد باغتيال قادته. كما اتهمت إسرائيل وكالة التجسس بتنفيذ عملية الأسبوع الماضي حيث انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية (البيجر) مفخخة تابعة لأعضاء حزب الله، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تورطها في العملية.
كما قُتل يومه الأربعاءما لا يقل عن 23 شخصا وأصيب نحو 50 آخرين في ضربات إسرائيلية في خمسة مواقع مختلفة في أنحاء لبنان، وفقا لتجميع وكالة رويترز لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وسّعت إسرائيل مناطق قصفها منذ ليل الثلاثاء حيث شنت هجمات للمرة الأولى على منتجع الجية الساحلي الواقع إلى الجنوب من بيروت والمعيزرة.
وشملت الغارات أيضاً بلدات بنت جبيل وتبنين وعين قانا في الجنوب، وقرية جون في قضاء الشوف قرب مدينة صيدا الجنوبية، ومعيصرة في قضاء كسروان الشمالي.
وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله إن أحد مصوريها، كامل كركي، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان. وهو خامس مراسل يُقتل في القصف الإسرائيلي على لبنان، بعد ثلاثة صحفيين من قناة الميادين العربية ومراسل رويترز عصام عبد الله.
من جهته، قال وزير الخارجية اللبناني إن عدد النازحين في البلاد قد يصل إلى نصف مليون شخص.
وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين الذين فروا من جنوب لبنان إلى المدارس والمباني الأخرى. وأجلى الجيش اللبناني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء أكثر من 60 شخصا من بلدة علما الشعب المسيحية الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل، في أعقاب غارات مكثفة وقعت خلال الليل.
وقال ميلاد عيد أحد سكان البلدة: “دمرت منزلين على الأقل بشكل كامل لكن لحسن الحظ كانا خالين ولم يكن هناك قتلى”.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن منطقة الجليل في شمال إسرائيل تعرضت لقصف كثيف من قبل حزب الله، صباح الأربعاء.
وفي دفعة واحدة، أُطلق نحو 40 صاروخاً. وقالوا إن بعضها تم اعتراضه في الجو، بينما سقط بعضها الآخر في مناطق مفتوحة أو اخترق الدفاعات الجوية ودخل مناطق مأهولة بالسكان.
وفي مدينة صفد الإسرائيلية، تعرضت منشأة للمعيشة المستقلة للقصف، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، بحسب السلطات.
بدأت عمليات تبادل إطلاق النار شبه اليومية في منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة على الحدود الجنوبية لإسرائيل، حيث قال حزب الله إنه يتصرف تضامنا مع حليفته حماس.
وانتقل تركيز إسرائيل الآن إلى حدودها الشمالية وجنوب لبنان.
تم إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان، وجعلت الحكومة عودتهم الآمنة هدفا للحرب، مما مهد الطريق لصراع طويل بينما قال حزب الله إنه لن يتراجع حتى تنتهي حرب غزة.
وقال وزير الصحة فراس الأبيض لقناة الجزيرة مباشر إن الهجوم الإسرائيلي منذ صباح الاثنين أدى إلى مقتل 569 شخصا بينهم 50 طفلا وجرح 1835 في لبنان.
ووصف البابا فرنسيس الضربات الإسرائيلية بأنها “تصعيد رهيب” للصراع في الشرق الأوسط، في حين كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من بين كبار الشخصيات العالمية الذين قالوا إن التصعيد في القتال يدفع المنطقة نحو حافة الهاوية.
وتتدرب القوات الإسرائيلية منذ أشهر على عملية برية محتملة داخل لبنان.
عن رويترز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى