الحلقة الرابعة 4 من “شخصيات من الذاكرة” : الماسترو ادريس باموس -جلال العناية

الحلقة الرابعة من حلقات من ” شخصيات من الذاكرة “، سنسلط الضوء على واحد من الرياضيين الكبار الذين أنجبتهم مدينة برشيد بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة، بصم على مسار كروي مميز ثم تقلد منصبا عسكريا مهما قبل أن يترأس جامعة كرة القدم.
ازداد الراحل إدريس باموس، يوم 15 دجنبر 1942 بمدينة برشيد، لعب لفريقها المحلي يوسفية برشيد قبل أن ينتقل إلى فريق الجيش الملكي، حيث قاده في إحدى أزهى فتراته (1961 و1975) وتوج معه بلقب البطولة الوطنية سبع مرات (1961 و1962 و1963 و1964 و1967 و1968 و1970) وكأس العرش مرة واحدة (1971)، كما خاض معه منافسات كأس محمد الخامس.
وحمل المرحوم شارة العمادة بالفريق العسكري إلى غاية اعتزاله سنة 1975، كما سطع نجمه مع المنتخب الوطني، حيث كان من بين أبرز اللاعبين الذين تألقوا في صفوف “أسود الأطلس” خلال نهائيات كأس العالم بالمكسيك، حيث حمل شارة العمادة .
وقبل ذلك شارك الراحل مع المنتخب الوطني في أولمبياد طوكيو 1964.
وبعد اعتزاله، تولى الراحل الإدارة التقنية لفريق الجيش الملكي، ورئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ما بين 1986 و1992 وهي الفترة الذهبية التي بلغ فيها المنتخب الوطني الدور الثاني من منافسات كأس العالم 1986 التي أقيمت بالمكسيك، ونصف نهاية كأس إفريقيا للأمم التي نظمت بالمغرب سنة 1988.
وقد كان المرحوم إنسانا دمثا وأصيلا، وذا أخلاق عالية، وكان ذا شخصية قوية ويتوفر على مهارات فنية وتقنية عالية، وبالإضافة إلى حمله شارة العميد سواء في الفريق العسكري أو مع المنتخب الوطني حيث كان قائدا محنكا وموجها ومرشدا داخل رقعة الميدان و خارجه.
يحكي رفيق دربه سعيد بن منصور، الرئيس السابق لجمعية رياضة وصداقة في أحد حواراته ، عن شخصية باموس، الذي اشتغل إلى جانبه في المكتب التنفيذي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وقال إن الفترة التي قضاها على رأس الجامعة عرفت طفرة نوعية لكرة القدم، لأنه كان يدبر أمر الكرة بشكل مختلف عن إدارة مدرسة للدرك الملكي، «كان رجل حوار رغم أنه يحمل على كتفيه أعلى الرتب العسكرية، كان يرفض الأضواء ويريد الاشتغال في صمت، وظل يساندني وأنا حينها رئيسا للجنة المركزية للتحكيم، بالرغم من غضب الحكام ورفضهم للثورة التي أحدثتها في هذا القطاع».
جلال العناية