“هل هي تعلات أم اللات؟!” رشيد ايت الساغ

هكذا تساءل أحد الزوار بعد أن وطأت قدماه موسم “لالة تعلات” بجماعة تسكدلت، إقليم اشتوكة أيت باها، حيث كان يأمل أن يجد فضاءً روحياً عامراً بالعلم والذكر، فإذا به يصطدم بمشاهد لم يكن يتوقعها.
قال الزائر: “أول ما قمنا به بعد وصولنا، كان زيارة المسجد الكبير، ثم توجهنا إلى ضريح الولية الصالحة. وهناك رأيت ما لم يخطر على بالي، وما لا يليق بموسم يُفترض أن يكون موسم علم وفقه. رأيت مظاهر تُعيد إلى الذهن صور الجاهلية الأولى. تذكرت قول الله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى}، فالتفت إلى صديقي وسألته: هل نحن في تعلات أم عند اللات؟”
يضيف صاحب الحكاية: “رجال ونساء، شباب وشيوخ، بعضهم يقرأ، وآخرون يطوفون بالقبر، وهناك من يقبّل الجدران، وغيرهم يضع الدراهم في صندوق تقرُّبًا إلى من يعتقدون أنها (لالة تعلات)، وكأنها وسيلة للبركة أو قضاء الحاجات.”
يقول: “سألت عن الفقهاء والعلماء، فقيل لي إنهم في بيوتهم ينتظرون الصدقات، بل إن بعضهم يأتي بنفسه إلى الضريح بحثًا عن ‘البركة’، ولم أسمع أحدًا منهم يحذر الناس من هذه الممارسات التي لا تمت للدين بصلة.”
ويتابع الزائر شهادته: “زرت بعض هؤلاء الفقهاء، فوجدت أن أغلبهم لا يعنيه الأمر، وكأن ما يقع لا يُحسب عليه. جلّهم ينظر إلى الموسم كفرصة للربح، يجلسون في المجالس، يُوزعون ‘البركات’ الوهمية على المحتاجين، وفي المقابل يملأون بيوتهم الحقيقية في أكادير وأيت ملول وبيوكرى.”
أما الطلبة، يقول الزائر: “فهم أشعث أغبر، يتنقلون من مجلس إلى مجلس، ومن بيت إلى بيت، يحضرون كل موائد الطعام، ويغيبون عن الصلوات… ليختم الموسم بقراءات جماعية غريبة، يغيب فيها الخشوع والصواب، على أمل اللقاء في الموسم القادم.”
وكتب صديقه الذي رافقه في الرحلة معلقًا:
“من أقبح مظاهر الجهل والخرافة التي ما تزال حاضرة في بلدنا الحبيب، ما يُشاهد في موسم ما يسمى بـ‘لالة تعلات’، حيث تُشد الرحال إلى مكان يعج بالممارسات التي لا تمت للدين ولا للمذهب المالكي الذي يدعي البعض التمسك به، بأي صلة.”
#حكاية_زائر