أخبار وطنية

مشاركة المغرب في الحرب العالمية الثانية ودوره في التحرير: تخليد للذكرى الثمانين ونقش لبطولات خالدة

الحنبلي عزيز

احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط فعاليات تخليد الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك تنفيذاً للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. ويأتي هذا الحدث العلمي والتاريخي تجسيدًا لروح الوفاء والاعتراف بتضحيات المغاربة في سبيل الحرية والسلام، وضمن جهود المملكة لصيانة الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية التاريخية.

نظّمت مديرية التاريخ العسكري لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية هذه المناسبة الهامة، بتنسيق مع المكتب الوطني لقدماء المحاربين بالدار البيضاء التابع لسفارة فرنسا بالمغرب، حيث شكّل هذا الحدث لحظة رمزية للاعتراف والامتنان للجنود المغاربة الذين لبّوا نداء الواجب وشاركوا ببسالة في معارك مصيرية بكل من تونس، إيطاليا، وفرنسا إلى جانب الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.

ندوة علمية تاريخية بحضور شخصيات بارزة

شهدت الندوة حضورًا وازنًا لعدد من المؤرخين، الباحثين، وكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين من المغرب وفرنسا، وتم خلالها تسليط الضوء على عدة محاور رئيسية، أبرزها:

  • السياق العام للعلاقات المغربية الفرنسية خلال النصف الأول من القرن العشرين؛

  • دعم السلطان سيدي محمد بن يوسف لفرنسا في نداء النصر سنة 1944؛

  • المجهودات العسكرية المغربية ودورها النوعي في تحرير أوروبا؛

  • شهادات حية ومؤثرة لقدماء المحاربين المغاربة والفرنسيين، عكست القيم الإنسانية وروح الأخوة التي جمعتهم وسط نيران المعارك.

تذكير بمساهمة المغرب في صنع السلام العالمي

هذا الحدث التاريخي يُعد فرصة لتكريم مشاركة المغرب في الحرب العالمية الثانية، وتقدير الدور البطولي الذي اضطلع به الجنود المغاربة، الذين خاضوا المعارك دفاعًا عن قيم الحرية والكرامة. كما يُبرز العمق الإنساني والسياسي لمساهمة المغرب في صناعة جزء مهم من التاريخ العالمي المشترك، بقيادة ملوك الدولة العلوية الشريفة، بدءًا من السلطان سيدي محمد بن يوسف، ومرورًا بالملك الراحل الحسن الثاني، وصولًا إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

تخليد الذاكرة… نحو ترسيخ قيم الوطنية

لا تقتصر هذه التظاهرة على البعد التذكاري فحسب، بل تحمل في طياتها رسالة موجهة إلى الأجيال الصاعدة، لتعزيز قيم الوطنية، التضحية، والانتماء، وتذكيرهم بالدور الريادي الذي لعبه المغرب في الدفاع عن العدالة والحرية في العالم. إنها لحظة فخر واعتزاز بتاريخ حافل بالمواقف البطولية والتضحيات الجسام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى