في وقتنا الحالي لم نعد نعيش كما كنا سابقا الحياة، أصبحت معقدة وهذا ليس من عندي بل من خلال آراء آلاف الناس، إن لم نقل الملايين منهم ،فقدنا طعم ونكهة الحياة ،صار الإنسان يعيش حالة من التيه وكأن عقله مغيَّب. لم نعد نستخدم التفكير السليم كما يجب، بل صرنا ننقاد وراء ما يُملى علينا من إعلام موجَّه، أو ضغوط معيشية، أو أفكار متشبعة بالتطرف حرفيا، تحرك العاطفة أكثر مما تحرك العقل.
تعددت أسباب تغييب العقل ، منها الفقر والبطالة التي تجعل الإنسان مشغولاً بلقمة العيش أكثر من التفكير، ومنها أيضاً التعليم الضعيف الذي يركز على الحفظ لا على النقد، إضافةً إلى قوة الإعلام الذي يصنع الرأي العام أحياناً على حساب الحقيقة حتى وإن كانت التكنولوجيا لها فوائدها الجمة، أصبحت تُضعف قدرة الإنسان على التحليل عندما نعتمدها بشكل كامل.
لكن رغم ذلك، يمكن إحياء العقل إذا سعينا إلى حلول واقعية، مثل تعليم الشباب كيف يفكرون بحرية، ونشر ثقافة النقاش والحوار، وتشجيع الإعلام الصادق، ثم التوازن في استعمال التكنولوجيا حتى تبقى في خدمتنا لا أن نصبح عبيد لها.
فالإنسان الذي يستعيد وعيه ويحرر عقله، سيكون قادراً على مواجهة الأزمات، وبناء حياة كريمة قائمة على المعرفة والاختيار السليم.
مع ممارسة بعد الطقوس للموازنة الداخلية ، و اعتماد الرياضة لترتيب الأفكار وتشبيع العقل بالأوكسجين ،يجب ان نتعايش مع هذا الواقع المرير ونتكيف بطرق صحية ،فمقولة العقل السليم في الجسم السليم لم تأتي اعتباطية .