رسالة الاشتراكي الموحد في الذكرى 53 لتأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
توصلت ‘جريدة تنوير الالكترونية’ برسالة الاشتراكي الموحد الى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى 53 لتأسيسها جاء فيه مايلي :
”في الوقت الذي يعرف العالم تحولات وتطورات متسارعة يظهر جليا أن الوضع العالمي مقبل على تغيرات عميقة مرتبطة بأزمة النظام النيوليبرالي المتوحش و الكوارث الإنسانية و البيئية التي أدّى إليها جراء
تصاعد الصراعات على مناطق النفوذ العالمي الاقتصادية والسياسية والثقافية والحضارية والبيئيةوالسيطرة علىالطرق التجارية و أنابيب النفط و مصادر الطاقة و الموارد الطبيعية و سلب السيادات الوطنية .
ومع تزايد التدخل المباشر و غير المباشر في الشؤون الداخلية للدول، وافتعال الحروب و الصراعات و تداعياتها الخطيرة والمتسارعة على قضايا السلم و الأمن (وصلت إلى أوروبا). و تغيير خارطة العديد من المناطق و في صلبها المنطقة العربية و في قلبها فلسطين الأبية.
و هكذا فقد شكلت “صفقة القرن” و محاولة تصفية القضية الفلسطينيةو عزلها بجر الدول التابعة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في تحدّ للمؤسسات الدستورية الوطنية و ضدّا على إرادة الشعوب، خطوة باتجاه تسريع تصفية القضية لصالح الكيان الصهيوني المدعّم من قبل الإمبريالية و الرجعية و محاولة الإجهاز على ما تبقى من الحقوق الفلسطينية وتشجيع حركة التطبيع بين الكيان الصهيوني الغاصب والدول العربية الخانعة والمتواطئة مستغلة الضروف الاقتصادية و الاجتماعية الصعبة وسلب السيادات الوطنية تحت ثقل المديونية و تراجع دور الدولة أمام خصخصة العديد من القطاعات الحيوية و تراجع المستوى التعليمي و الثقافي و انهيار منظومة القيم و تراجع قيم التضامن و التعاون أمام سطوة الاستهلاكية و المصالح الضيقة و استمرار ديمقراطية الواجهة و ضرب السيادة الشعبية.
كما أن التحكم في وسائل الإعلام و في بنك المعطيات الشخصية و العلمية لتوجيه الرأي العام والتحكم في إرادة الشعوب و السيطرة عليها بالأكاذيب و التخويف و الترهيب،وجعلها منقادة و ليست قائدةلإضعاف فرص السلم والاستقرار والأمن والتعاونوأن يجعلها تتنافس في خدمة الكيان الصهيوني عبر تطبيع بدون مقابل خوفا على مصالح الأوليغارشيا الحاكمة المستبدة و الفاسدة
كلّ هذه المظاهر- وغيرها كثير – تخلق أوضاعا مأزومة تؤدي الشعوب المستضعفة ثمنها غاليا من أمنها، واستقرارها، وأوضاعها المتخلفة و من تغوّل الإستبداد و تفشي الفساد، لكن الوجه الآخر لهذه المظاهر يكشف تأزم النظام النيوليبرالي المتوحش و مأزق الثنائي الإمبريالي ـ الصهيوني، إمكانية بروز عالم جديد يجب على الشعوب أن تستعدّ لاستعادة سيادتها و كرامتهاو تحررها،
والتماسا للمخارج الضرورية من هذه الأوضاع الصعبة نذكر برأينا المتمثل في دعم المقاومة و تحريك المجتمع المدني و الاستمرار في دعم النضالات الشعبية و الحفاظ على سيادة الشعوب و استقلالها و حرية قراراتها مع إحياء المبادرات الثقافية والفكرية الرامية إلى تعزيز التحرر والديمقراطية ومناهضة الاستبداد والصهيونية.
- أيتها الرفيقات أيها الرفاق
ـفأمام تراجع دعم المنتظم الدولي للقضية الفلسطينيةوانحياز أغلبية الدول الغربية للطروحات الأمريكية الصهيونية وترويجها للصفقات المشؤومة ؛ يجب تقوية الترافع و المطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة
ـ و أمام الوضع الداخلي للفصائل الفلسطينية وسلطتها الذي لا يساعد كثيرا على صيانة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بكلمة واحدة وصف منظم وسلاح موحد . نناشد الإخوة الفلسطينيين إلى وحدة الصف
ـ و أمام تسارع خطوات الأنظمة العربية الرجعية، إلى تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، فإننا ندعو إلى تظافر الجهود لإسقاط التطبيع بكل أشكاله و تجريمه
و إننا كحزب اشتراكي موحد و كمغاربةإذ نجدد إدانتنا و رفضنا لقرار التطبيع مع الكيان الصهيوني و الحركة الصهيونيةالعنصرية
فإننا نرفض هذه الخطوة التخاذلية ونؤكد على أننا لا نقبل أية مقايضة بين القضية الفلسطينية و القضية الوطنية و لا نثق بأي دور إيجابي يأتي من الكيان الصهيوني لحلّ ملف الصحراء المغربية و لا لتطوير الاقتصاد الوطني و احترام مصالح الشعب المغربي
. ونحن نرى أن كل هذه الاتفاقيات المشؤومة تمهد أكثر فأكثر لدمج بلدنا في المخططات الإمپريالية الأمريكية و صنيعتها الصهيونية، و تفتح الباب للحركة الصهيونية من أجل المزيد من التغلغل داخل مجتمعنا تحت ذرائع مختلفة . و لهذا وجب التصدّي لها بكلّ حزم و صرامة
ونحن من موقعنا ومن مواقفنا التاريخية نجدد اليوم إدانتنا و رفضنا لقرار التطبيع المناقض للمواقف التاريخية للشعب المغربي وقواه الحية و مصالحه و الداعمة لمصالح الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما نحييّ المعركة التي عرفتها الساحة الافريقية و قاعات و كواليس مؤثمر قمة الاتحاد الافريقي الأخيرة و التي توجت بتعليق عضوية الكيان الصهيوني، كعضو ملاحظ في الاتحاد الافريقي، و وقف التغلغل الصهيوني داخل قارتنا.
و نحيي عاليا نضال الشعب الفلسطيني الصامدو ألة القمع الصهيونية لازالت تستهدف بنات و ابناء الشعب الفلسطيني الابي، و لازالت جرائم الكيان الصهيوني تجري و تقع أمام أنظار العالم و لازال أبناء فلسطين و القدس و أبناء حي الشيخ جراح يعانون من قوات القمع الصهيونية و من المستعمرين المتطرفين
و نحن في الحزب الاشتراكي الموحد حين نجدد دعمنا المطلق و اللامشروط للشعب الفلسطيني و لكل أشكال مقاومته؛ و نجدد تأكيد إدانتنا و رفضنا لاتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني و كل ما تلاه من اتفاقيات و معاهدات و نطالب بإلغائها، فلأننا واعون بأن الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية ، إجرامية ، استعمارية ، و إرهابية ترتكب في حق الشعب الفلسطيني ومقاومته المناضلة يوميا أبشع جرائم الإبادة و جرائم الفصل العنصري .
ولهذا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة و عاصمتها القدس مع الحق الدائم لعودة كافة اللاجئين و الإفراج عن كافة الأسرى .وفي تفس الآن نجدد دعوتنا لمختلف فصائل الشعب الفلسطيني إلى التشبث بوحدتها النضالية من أجل تحقيق مشروعها الوطني المستقل . كما ندعو قوى اليسار العالمي لتجديد دعمها لكفاح الشعب الفلسطيني ومنع صفقات إبادته ومناهضة مشاريع تصفية قضيته العادلة .
ختاما نشد على اياديكم ونحييكم على صمودكم و نؤكد لكم دعمنا اللامشروط للقضية الفلسطينية و استعدادنا الدائم لنصرتها و مناهضة كل أشكال التطبيع إلى أن ينتصر الشعب الفلسطيني و يتمتع بكل حقوقه المشروعة و بناء دولته المستقلة و عاصمتها القدس و عودة اللاجئين و تحرير الأسرى ”
المجد للشعب الفلسطيني
عاشت الجبهة الديمقراطية
تحية لجميع المشاركين في إحياء الذكرى 53
المكتب السياسي
الدارالبيضاء 26 فبراير 2022