أكادير: النقابة الوطنية للتعليم العالي تفضح تملص العمادة من الملف المطلبي

عقد المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية العلوم بأكادير جمعا عاما محليا عن بعد يوم 29 نونبر 2023.
تمخض هذا الجمع عن نتائج في غاية الأهمية تضمنها بيان توصلت “تنوير” بنسخة منه.
يستفاد من البيان أن الدعوة إلى الجمع العام جاءت ونزولا عند رغبة مجموعة من السيدات والسادة الأساتذة المتدمرين من حالات الفوضى التي اصبحت تشهدها أشغال الجموعات العامة النقابية داخل المؤسسة.
عرف الجمع حضورا مكثفا واستثنائيا لم تشهده الجموعات العامة المحلية منذ سنوات، إضافة الى العدد الكبير من التدخلات النوعية والهادفة، يقول البيان. كما كان ذلك الحضور أيضا عنوانا صريحا ورسالة تحد لكل المناورات والأساليب القذرة التي انتُهجت لعرقلة العمل النقابي، من تشهير بأعضاء المكتب المحلي وعرقلة وتشويش على كل المبادرات النضالية، بحسب البيان.
تخلل هذا الاجتماع – وفق نفس المصدر – نقاش جاد ومسؤول تطرق فيه المجتمعون إلى مكامن الخلل والأسباب الحقيقية التي أدت الى تدهور الأوضاع داخل المؤسسة وافتقادها لأبسط وسائل وظروف العمل الطبيعية.
كما وقف المجتمعون عند خلاصات أساسية تؤكد على ان ما تعيشه المؤسسة من فوضى في التسيير والتدبير هو ناتج بالأساس عن تهميش الهياكل المنتخبة وعدم تفعيل دور اللجن المنبثقة عن مجلس المؤسسة، استنادا الى ما لم يتحقق من الملف المطلبي المحلي، الذي كان موثقا بمحضر مشترك موقع بين العمادة والمكتب المحلي يوم 6 أبريل 2022.
خلال النقاش، تم التأكيد على تداعيات التطبيق العشوائي للإصلاح البيداغوجي الفوقي المرتجل إضافة إلى القرارات غير المدروسة وغير القانونية التي اتخذتها رئاسة الجامعة في مجال البحث العلمي. كما تم التطرق الى الوضعية التنظيمية الجهوية.
وبناء عليه، فإن الجمع العام المحلي يعلن للرأي العام الجامعي والوطني تأكيده على أن أغلب نقط الملف المطلبي المتوافق عليه في محضر مشترك موقع بين العمادة والمكتب المحلي، لم يتم تحقيقه، ما يؤكد عدم جدية العمادة في التعامل مع مطالب السيدات والسادة الأساتذة.
ويستنكر تدبير المؤسسة بدون نظام داخلي خاص بها وقانون داخلي لمجلسها، ويطالب العمادة باحترام الهياكل وتفعيل اللجن المنبثقة عن المجلس.
إضافة إلى ذلك، يستغرب بشدة من عدم صياغة أي محضر وعدم المصادقة على أي قرار اتخذه المجلس بصفة قانونية طيلة مدة انتدابه مما يؤكد التسيير الانفرادي للمؤسسة. كما يعلن رفضه التام للطريقة التي تدبر بها ميزانيات التسيير والتجهيز للمؤسسة وكذا طرق صرفها وصرف الميزانيات المعتمدة لبنيات البحث العلمي (Dotation, AAP, Prime de publication).
تبعا لذلك، يسجل الحالة الاستثنائية التي تمر منها مالية المؤسسة لهذه السنة لعدم تمكين بنيات البحث من صرف اعتماداتها المالية ونحن على مشارف نهاية السنة المالية ما يهددها بالضياع بصفة نهائية. كما يحذر كل من العمادة ورئاسة الجامعة من عواقب المساطير والإجراءات الإدارية المعقدة التي تعيق صرف الميزانيات.
كما يطالب بضرورة الافتحاص لكل الملفات التي لها علاقة بالجانب المالي الخاص بالمؤسسة، نظرا لتهميش دور لجنة تتبع الميزانية ولجنة الصيانة والسلامة، رافضا، في نفس الوقت، اقصاء بعض الأساتذة أثناء بلورة مشاريع المسالك، و كذا التعتيم على الدفاتر الوصفية المتفق عليها بشعبة البيولوجيا. إلى ذلك، يطالب الجمع العام رئيس المؤسسة بوضع كل الدفاتر الوصفية للمسالك المعتمدة رهن إشارة الأساتذة.
مرة أخرى، يستنكر بقوة ما أقدمت عليه العمادة ورئاسة الجامعة بإصدار قرار لا قانوني، يفتقد الى أدني درجات الحكمة، ويمنع الطلبة من حقهم في التسجيل في الدكتوراة. ويعتبر أصحاب البيان أن هذا القرار اتخذ في غياب المناقشة والمصادقة عليه من طرف مجلس المؤسسة ودون استشارة بنيات البحث، المعنية أساسا بالموضوع.
لهذا فإن الجمع العام بعد إدانته لهذا السلوك يطالب بالإسقاط الفوري لهذا القرار المجحف والمتعارض مع روح بنود دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية لسلك الدكتوراة.
ويؤكد على ان التحذيرات التي أطلقتها جل المكاتب المحلية والجهوية على المستوى الوطني من التنزيل الارتجالي للإصلاح البيداغوجي كانت تهدف أساسا الى تجنيب الجامعة المغربية العمومية الغوص في وحل جديد يحول دون الارتقاء بها الى مستوى مثيلاتها على المستوى الجهوي والدولي. كما يدعو الى محاسبة كل المسؤولين عن هذا التنزيل المتسرع الذي أفرز مشاكل عديدة من بينها عملية افراغ الطلبة في المسالك الجديدة وكذا تأخر انطلاق الدراسة في الوحدات المهاراتية واللغات بالإضافة الى عدم تمكين الطلبة الى حد الساعة من الحصص المبرمجة على منصة ROSETTA.
هذا، و يعلن الأساتذة استنكارهم لعدم وفاء الوزارة بوعودها المتمثلة في توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة رغم انخراطهم القصري في هذا الإصلاح. وما زالت لحد الساعة قاعات الاشغال التطبيقية تفتقد الى أبسط الأدوات والاليات الديداكتيكية والبيداغوجية مما سيحول دون إنجاح مسلسل هذا الإصلاح.
كما يراهن الجمع العام على ممثلي الأساتذة في المجالس المنتخبة وعلى جميع الأساتذة الغيورين على المؤسسة ومستقبل الجامعة المغربية ويدعو الجميع الى توحيد الصفوف في إطار النقابة الوطنية للتعليم العالي ونبد الشقاق والكف عن جلد الذات حتى نرقى بهياكلنا وشعبنا ومؤسستنا الى المكانة التي تستحقها وتشرف كل مكوناتها من أساتذة وطلبة وإداريين.
بناءً على التقرير الذي قدمه المكتب المحلي، يستغرب عدم وفاء الكاتب الوطني بالوعد الذي قدمه في الاجتماع الانتخابي للمجلس الجهوي يوم 30-01-2019، والقاضي بتجديد المكتب الجهوي خلال شهر، إضافة الى عدم استجابته لمجموعة من المراسلات التي وُجِّهت له في هذا الموضوع من طرف المكتب الجهوي ، كما يدعو المكتب الوطني لاتخاذ الإجراءات القانونية لتصحيح الوضع التنظيمي الجهوي في أقرب الآجال.
على الصعيد القومي، يدين وبشدة العمل الإجرامي والإرهابي الممنهج للكيان الصهيوني الغاصب في حق الشعب الفلسطيني البطل ويحيي روح الصمود لأبناء غزة الصامدة والبطلة، كما يعلن رفضه المطلق وادانته لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وخاصة ما اقدمت عليه الوزارة الوصية مؤخرا من إقحام لمؤسسات التعليم العالي في محافل التطبيع تحت مسميات الشراكة الأكاديمية والبحثية.
في الختام يحيي الجمع العام الروح النضالية المسؤولة واليقظة العالية للسيدات والسادة الأساتذة الباحثين بكلية العلوم بأكادير ويدعو الجميع إلى المزيد من الحيطة والحذر والالتفاف حول إطارهم المناضل والعتيد النقابة الوطنية للتعليم العالي للدفاع عن الجامعة العمومية وتحقيق جميع المطالب المشروعة للسيدات والسادة الأساتذة الباحثين.