اخبار دولية

ردود فعل عربية ودولية على الضربات الأمريكية على اليمن.. وتحذيرات من توسع دائرة الحرب في المنطقة

في ظل التوتر في الممر التجاري الاستراتيجي في البحر الأحمر منذ بدء الحرب على غزة، والذي يستقطب أكثر من 10 بالمئة من التجارة العالمية، نفّذت القوات الأمريكية والبريطانية فجر يوم الجمعة في 12 كانون الثاني/ يناير 2024 ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين بعد استهداف الحوثيين على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل.
إثر هذه الضربات أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان “بتوجيه منّي، نفّذت القوّات العسكريّة الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر في أحد الممرّات المائيّة الأكثر حيويّة في العالم”.
ووصف بايدن الضربات بأنّها “ردّ مباشر” على ما مجموعه “27 هجوما” شنّها الحوثيون على سفن وشملت “استخدام صواريخ بالستيّة مضادّة للسفن للمرّة الأولى في التاريخ”.
وفي بيان مشترك، أعلنت كلّ من الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة، أنّ “هدفنا يبقى متمثّلا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
وجاء في البيان “يجب أن تكون رسالتنا واضحة: لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وضمان حرية حركة التجارة في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم في مواجهة التهديدات المتواصلة”.
– سقوط قتلى واستهداف مطار صنعاء
من جهتها أعلنت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين عبر موقعها الإلكتروني إن “عدوانا أمريكياً بمشاركة بريطانية” استهدف مواقع في العاصمة صنعاء ومدن أخرى.
وأشارت القناة إلى أن الضربات طالت “قاعدة الديلمي الجوية” الواقعة في جوار مطار العاصمة صنعاء، و”محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس”.
وأفاد الحوثيون عن سقوط خمسة قتلى وستة جرحى في هذه الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية داخل اليمن.
كما توعّد نائب وزير الخارجيّة في حكومة الحوثيّين حسين العزي بالردّ قائلا “تعرّضت بلادنا لهجوم عدوانيّ واسع من سفن وغوّاصات وطائرات حربيّة أمريكيّة وبريطانيّة ويتعيّن على أمريكا وبريطانيا الاستعداد لدفع ثمن باهظ”.
وأكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أنهم سيواصلون استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر رغم الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية. وقال في منشور على منصة “إكس” “نؤكد أنه لا مبرر أبدا لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”.
– ردود فعل عربية
في أول ردّ فعل عربي على العمليات العسكرية الغربية، أعربت السعودية عن “قلقها البالغ” إزاء هذه الضربات على مواقع عدة في اليمن، داعية إلى “ضبط النفس” ومشددة في الوقت نفسه على “أهمية الاستقرار” في منطقة البحر الأحمر.
كما استنكرت سلطنة عُمان لجوء “دول صديقة” إلى عمل عسكري ضد اليمن، وأعربت وزارة الخارجية في بيان أنها “تتابع وبقلق بالغ تطورات القصف الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة”.
وأضافت أنه “لا يمكنها إلا أن تستنكر اللجوء لهذا العمل العسكري من قبل دول صديقة، بينما تتمادى إسرائيل في قصفها وحربها الغاشمة وحصارها لقطاع غزة دون حساب أو عقاب”.
وأكدت الوزارة أن سلطنة عُمان “حذرت مراراً من توسع دائرة الصراع والمواجهة في المنطقة نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة”، مناشدةً “جميع الأطراف لوقف التصعيد والعمليات العسكرية والتركيز على معالجة الأسباب الجذرية والحقيقية للأزمة”.
– “حمام دم في البحر الأحمر”
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ندد من ناحيته بالرد “غير المتناسب”، وقال إن “كل هذه التصرفات تشكل استخداما غير متناسب للقوة”، متهما الغرب بالرغبة في “إحداث حمام دم في البحر الأحمر”.
واعتبرت إيران أن الضربات هي “عمل تعسفي” و”انتهاك” للقانون الدولي، وأعربت الصين عن قلقها حيال هذه الضربات، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن هذه الضربات ضد الحوثيين “ضرورية ومتناسبة”.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن إيران تدين “بشدة الهجمات العسكرية الأمريكية والبريطانية على عدة مدن يمنية”. وأكد أن الضربات “عمل تعسفي وانتهاك واضح لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية”.
واتّهمت موسكو لندن وواشنطن ب”تصعيد” مدمر بعد الضربات على الحوثيين. وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمام صحافيين “إننا ندين” هذه الضربات التي اعتبرها “غير مشروعة بموجب القانون الدولي”.
وأكد بيسكوف أن روسيا “دعت مرارا الحوثيين إلى التخلي عن هذه الممارسات التي نعتبرها غير صائبة”.
وفي وقت سابق، نددت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالضربات واعتبرتها خطوة تفضي إلى “التصعيد” وتحمل “أهدافا مدمّرة”. وقالت على تلغرام إن “الضربات الأميركية في اليمن هي مثال آخر على التضليل الذي يمارسه الانغلوسكسونيون.. و(تمثّل) انتهاكا تاما للقانون الدولي بهدف التصعيد في المنطقة ليحققوا أهدافهم المدمّرة”.
من جهتها، دعت الصين جميع الأطراف إلى منع اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن “الصين تشعر بالقلق من التصعيد في التوتر في البحر الأحمر.. نحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع”.
أما فرنسا فحمّلت الحوثيين مسؤولية التصعيد في البحر الأحمر.
وطالبت الخارجية الفرنسية في بيان “أن يوقف الحوثيون فورا” هجماتهم، مشيرة إلى أن من “حق” الدول التحرك. وأضاف البيان أن باريس “ستستمر في تولي مسؤولياتها والمساهمة في سلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة بالتنسيق مع شركائها”، موضحة أن الفرقاطة “لانغودوك” الفرنسية دمرت مسيّرات في المنطقة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر المنصرم.

عن موقع مونت كارلو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى