مجتمع

المجلس الوطني للاشتراكي الموحد يعقد دورة محمد بنسعيد ٱيت إيدر تحت شعار: “على درب فقدائنا مستمرات ومستمرون”

عقد الحزب الإشتراكي الموحد يوم الأحد 30 يونيو 2024 بمقره المركزي مجلسه الوطني في دورته الثانية، دورة المجاهد “محمد بنسعيد أيت إيدر”، تحت شعار “على درب فقدائنا مستمرات ومستمرون”. وقد دارت أشغال المجلس في جو رفاقي ساده النقاش البناء و المساهمة الجادة في توضيح الرؤى الاستشرافية لفعل حزبنا على مختلف الواجهات نصرة لقضايا الشعب و الوطن.
و هكذا استحضر الرفاق والرفيقات الظرفية الجد حساسة، التي ينعقد فيها المجلس إن على المستوى الدولي أو الإقليمي أو الوطني، حيث يبقى العنوان الأبرز استمرار الأزمة الدولية المركبة والصراع حول مناطق النفوذ الذي ينذر بتوازنات جديدة سيكون لها أثر على بلادنا، و استمرار الكيان الصهيوني في حرب الإبادة والتطهير العرقي و التدمير التي يشنها ضد فلسطين شعبا و أرضا بشراكة فعلية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها و بتواطؤ الأنظمة العربية الرجعية، مقابل صمود المقاومة الفلسطينية الأبية بإسناد من محور المقاومة في المنطقة و بدعم شعبي عالمي واسع.
كما تتسم الأوضاع الوطنية باستمرار الأزمة البنيوية المرتبطة بغياب الديمقراطية الحقيقية و غياب فصل السلط و تفشي الفساد و الاستبداد، و زواج السلطة السياسية بعالم المال و الأعمال، زواج لم ينتج إلا استفحال الأزمة الاقتصادية مع استمرار تشجيع اقتصاد الريع و الاحتكار والسطو على ثروات البلاد و الخوصصة و رهن مستقبل البلاد بالمديونية، أزمة رهنت السيادة الوطنية و أضعفت الخدمات الاجتماعية و دفعت العديد من المقاولات الصغرى الى الإفلاس و رفعت من نسبة البطالة لتصل لرقم قياسي على المستوى الوطني. خاصة مع تراجع مستوى النمو إلى 1,3٪ و تفاقم اختلال الميزان التجاري و استمرار التضخم و ما رافقه و يرافقه من ارتفاع في الأسعار و توالي الزيادات و آخرها الزيادة في ثمن قنينة غاز البوطان و ما واكبها من ارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية، و استمرار لوبي المحروقات في فرض سياسته الاحتكارية، مستفيدا من غياب المحاسبة و من استمرار إغلاق معلمة “لاسامير” للتكرير مهددا الأمن الطاقي للوطن.
و توقف المجلس الوطني عند ارتفاع منسوب الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي ينخرط فيها مناضلات و مناضلي الحزب، المتصدية للاختيارات اللاشعبية و التوجهات اللاديمقراطية للحاكمين، خاصة تلك الساعية لرفع يد الدولة عن القطاعات الاجتماعية و لتفكيك القطاعات الحيوية انصياعا لتوصيات المؤسسات المالية الدولية، و المحتجة على استمرار الحكومة في تسلطها و إغلاق مسؤوليها لباب الحوار الجاد و المسؤول و تراجعها عن اتفاقياتها. و هكذا يعرف الوطن تنامي حركات اجتماعية ونضالات فئوية واسعة (حراك فجيج الرافض لتسليع الماء و حرمان الواحة من هذا المورد الحيوي، حراك التعليم،حراك طلبة الطب و الصيدلة، إضرابات قطاع الصحة …).
إننا في المجلس الوطني و نحن نستحضر أرواح قادتنا و رموزنا الذين فقدناهم بين دورتي المجلس الوطني الرفيق القائد “محمد بنسعيد آيت إيدر” ضمير أمة”، و حكيم اليسار الرفيق “إبراهيم ياسين”، و الرفيق المناضل “عبد اللطيف زريكم” ورفاق آخرون و نستحضر جسامة المسؤولية من أجل الحفاظ على إرثهم النضالي، نؤكد على أن السياق العام الذي تمر منه بلادنا يتطلب منا تقوية الذات الحزبية و أدوات الفعل من أجل التأهيل الفكري والثقافي والتنظيمي و الاستعداد لمواجهة المد التراجعي و التحديات المستقبلية و العمل على جعل فروعنا وقطاعات حزبنا أدوات فعالة لخدمة الشعب و الوطن و الدفاع عن قضاياهما، كما يؤكد على ضرورة دعم عمل عضواتنا و أعضائنا في المؤسسات المنتخبة و ضمنها المؤسسة التشريعية و بالمناسبة يثمن عمل مستشارينا و برلمانية الحزب الحاضرة دوما للدفاع عن مصالح الشعب، و يجدد التأكيد على الاستمرار في الانخراط في كافة الحركات الاجتماعية و المعارك النضالية الشعبية، سعيا للعبور للديمقراطية و خلقا لشروط تعاقد جديد غايته دمقرطة الدولة و دمقرطة المجتمع، و تحقيق المصالحة التاريخية مع الريف و مع كل الجهات المهمشة من الوطن و تجديد الوطنية المغربية، و القطع مع الاختيارات اللاديمقراطية لبناء مجتمع العلم و المواطنة و مغرب الغد مغرب الحرية و الكرامة و الديمقراطية و العدالة بمفهومها الشامل.
و بعد المصادقة على التقرير السياسي الذي قدمه الأمين العام باسم المكتب السياسي، نعلن للرأي العام الوطني :
⁃ اعتبارنا أن التحولات العالمية العميقة واستفحال الأزمة المالية للنظام النيوليبرالي المعولم، تتطلب مضاعفة المبادرات اتجاه قوى اليسار العالمي اليسار اللاتيني و الجبهات الشعبية الأوروپية و اليسار الإفريقي والعربي والمغاربي و كل القوى الديمقراطية و التقدمية المناهضة لهيمنة الإمبريالية والاستعمار الجديد و القادرة على المساهمة في بناء عالم جديد محترم للانسان و البيئة.
⁃ دعمنا المبدئي واللامشروط لخط المقاومة الفلسطينية و لكل قوى الإسناد لها وتسجلينا باعتزاز انتصار السردية الفلسطينية بعدما سادت سردية الكيان الصهيوني لعقود، و بصمود الشعب الفلسطيني البطل وبسالته في التصدي لحرب الإبادة و التطهير العرقي، و إدانتنا للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها باعتبارهم شركاء فعليين في هذه الحرب الغاشمة، و تجديد مطالبتنا الدولة المغربية بإلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني و كل ما نتج عنها من معاهدات و اتفاقيات.
⁃ تحياتنا للحراك الشبابي و الطلابي العالمي و ضمنه طلبة المغرب المناهض لحرب الإبادة و لجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، و المطالب بإلغاء التطبيع الأكاديمي مع الكيان الصهيوني
⁃ تجديد تأكيدنا على مناهضة التطبيع و مطالبتنا الدولة المغربية بإلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان الإرهابي و إلغاء كل ما نجم عنها من اتفاقيات.
⁃ إدانتنا للمحاولة الانقلابية في بوليفيا من طرف اليمين البوليفي المدعوم من طرف الإمبريالية الأمريكية ضد النظام اليساري التقدمي، وتحيتنا العالية للشعب البوليفي على تصديه لهذا الانقلاب وتشبته بالشرعية الديمقراطية.
⁃ تأكيدنا أن دول الفضاء المغاربي تعرف انتشار الفساد وتغييب الديمقراطية وتوسع دوائر الاستبداد والتسلط، و لهذا نجدد مطالبتنا بتغليب مصلحة الشعوب المغاربية وما يقتضيه ذلك من تظافر الجهود لإيجاد الإطارات الوحدوية القادرة على استشراف مستقبل شعوب المنطقة و على تحريرها من التبعية و على تجاوز المشاكل الناتجة عن الإستعمار القديم و الجديد، و على إيجاد مجالات للتعاون والتكامل المغاربي المبني على المواطنة و مصلحة الشعوب.
⁃ تسجيلنا استمرار السلطة في تغولها و هو ما يتجلى في التضييق على الحقوق والحريات والإجهاز على المكتسبات واستمرار زواج السلطة والمال والتشبت بالاختيارات اللاديمقراطية اللاشعبية و الخضوع لإملاءات المؤسسات المالية الدولية، و تطبيق سياسات التقشف مما يؤدي الى توسيع دائرة الفقر وتفاقم الفوارق الاجتماعية و الجهوية و المناطقية، وتعميق الأزمة المركبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
⁃ انخراطنا في كل الحراكات الشعبية و النضالات الجماهيرية و في كل الاحتجاجات الاجتماعية والفئوية ، دعما لمطالبها و دفاعا عن حقوقها وضمنها معركة طلبة كليات الطب والصيدلة المقبلين على سنة بيضاء بسبب تعنت الحكومة و إصرارها على تقليص مدة التكوين من 7 الى 6 سنوات، و على تجاهل الملف المطلبي للطلبة و عدم تلبية مطالبهم العادلة والمشروعة.
⁃ دعمنا للأساتذة الموقوفين عقب الحراك التعليمي السلمي و ضمنهم مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد، مما نعتبره انتقاما من الحكومة من نساء و رجال التعليم وتنصلا من التزاماتها مع النقابات الأكثر تمثيلية
⁃ تنديدنا بكل أشكال التضييق الموجه ضد مناضلات ومناضلي الحزب ومطالبتنا بإيقاف كل المتابعات الكيدية في حقهم
⁃ تجديد احتجاجنا على حرمان الحزب من حقه الدستوري في الدعم المالي في الوقت الذي يسمح لأحزاب بتبديد الأموال العمومية في “أبحاث” لا جيدة و لا جدوى من وراءها.
⁃ تنديدنا بالسطو الممنهج على الأراضي السلالية و ضرب حقوق المالكين باسم خلق منتزهات و محميات عوض وضع سياسة ناجعة لحماية ثرواتنا الطبيعية و التنوع البيئي.
⁃ تأكيدنا على ضرورة توفير السكن اللائق للمغاربة و على رأسهم ساكني دور الصفيح ( ساكنة كيش الوداية بتمارة مثالا)، و على واجب الحفاظ على ثراتنا المعماري و صيانته، بالمدن التاريخية و العتيقة و ضمنها المدينة القديمة بالدارالبيضاء، مع ضمان كافة حقوق المواطنات و المواطنين القاطنين بها
⁃ مطالبتنا بحماية الفرشة المائية و الأمن المائي للمغاربة و وضع حد للمخططات التي تهدد هذا الأمن عبر الاستغلال المفرط للماء لأغراط تجارية .
⁃ مطالبتنا باستغلال فرصة فتح ورش مراجعة “مدونة الأسرة ” لتجاوز كل الإشكالات التي تطرحها مدونة 2004 و لإنصاف كل مكونات الأسرة، و الحد من التمييز بين الأطفال، و إخراج مدونة ديمقراطية تقدمية تساهم في تقوية دور الأسرة في المجتمع.
⁃ دعوتنا إلى إصلاح قانون المسطرة الجنائية و القانون الجنائي و العمل على ملاءمة القوانين الوطنية مع التشريعات الدولية
⁃ تجديد دعوتنا بوضع حد لظاهرة الاعتقال السياسي وإطلاق سراح قيادة الحراك الشعبي بالريف وكل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي من صحفيين ومدونين وإيقاف المتابعات في حق مناضلاتنا ومناضيلنا واحترام الحق في التعبير والتظاهر السلمي.
⁃ تأكيدنا على انخراطنا في الحراكات الاجتماعية و النضالات الشعبية دفاعا عن الحق في العيش الكريم و مساهمة في بناء وطن يتسع لكل أبنائه و بناته، و تجديد دعوتنا لتأسيس جبهة شعبية واسعة للنضال من أجل بناء مغرب الحرية والكرامة والديمقراطية و العدالة بمفهومها الشامل و المواطنة الكاملة والمساواة الفعلية و صون السيادة الوطنية و الوحدة الترابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى