مجتمع

سوريا: أب يقتل ابنته القاصر وصديقها في بلدة قنوات تحت مسمى “جريمة شرف”.

أحمد رباص

تشهد محافظة السويداء حالة من الفوضى الأمنية بسبب ممارسات ما يسمى بـ “الفصائل المسلحة المحلية”، التي تقوم بممارسات غير قانونية بحجة تطبيق القانون، ما يجعلها شريكة في الجريمة التي حدثت اليوم تحت مسمى “جريمة شرف”.

في قضية شغلت الرأي العام في سوريا عامة ومدينة السويداء خاصة، قام عاطف عزقول في بداية هذا الأسبوع بقـتل ابنته جلنار بعد يومين من قيامه مع أقاربه بـقتل الشاب رامي، الحامل لاسم الشاعر كلقب عائلي، والمتحدر من المدينة المذكورة، والعسكري في خدمة النظام.
أما الفتاة جلنار (14 ربيعا) فهي تلميذة بالثانوي من بلدة قنوات تعرفت على رامي وتعرف عليها من خلال صفحات الفيسبوك، لتتطور العلاقة. استدرجها إلى السويداء (بموافقتها) وأقاما سويا بشقة واحدة لمدة ستة أيام.
انطلاقا من الرواية التي تبنتها عائلة جلنار، تواصل رامي مع والدها زاعماً اختطافها ومطالباً بفدية 25000 دولار . أما ماقاله أهل مازن فكان مُغايرا تماماً لما قاله أهل جلنار حيث أكد الأوائل أن ابنهم تعرف على الفتاة عن طريق الفيسبوك، وأنها توجهت باختيارها من بلدة قنوات إلى مدينة السويداء عبر مسافة سبعة كيلومترات من أجل مقابلته، كما أنها أقامت معه في منزله لمدة 6 أيام كاملة ولم يطلب أيّ فدية لإعادتها.
هذا، وأصدر آل الشاعر بياناً أنكروا فيه التهم الموجهة لابنهم مازن، متهمين قاتليه بتلفيق التهم له وقتله بدم بارد.
على إثر اختفاء وفقدان جلنار بعد خروجها من منزل ذويها قبل عدة أيام، تم إبلاغ الجهات المعنية التي تمكنت من العثور على مازن واعتقاله بصفته خاطفا.
وانطلاقا من معطيات متاحة، استنتجت السلطات المعنية أن جلنار كانت على علاقة بمازن، وأنه طلب رؤيتها، وعند حضورها قام بخطفها واستغلالها لكسب المال بعد أن أوهمها بالحبّ.
وبعد القبض على مازن، طلبت عائلة الفتاة إحضاره لسماع أقواله مساء يوم الاثنين. بالفعل، تم إحضاررامي إلى بلدة قنوات بمساعدة مجموعات عسكرية محلية، حيث اعترف بفعلته أمام عدد من أهالي البلدة، ليتم سوقه خارج المضافة وقـتله.
ورغم تعهد والد جلنار بعدم ايذاء ابنته إلا أنه قام صباح اليوم بقـتلها هي الأخرى.

بعد قـتله لابنته جلنار والشاب مازن، سلم عاطف عزقول نفسه إلى الأجهزة الأمنية مُدعياً أن ماقام به كان بدافع الشرف، وأن جلنار ومازن، حاولا استغلال الأهل( أهل جلنار) لكسب المال.

ولم تكتفِ الفصائل المسلحة بتسليم الشاب لذوي الفتاة، فقد سلّموا الفتاة أيضاً لوالدها وذلك بالرغم من المطالبة بتسليمها للجهات الأمنية المختصة لكونها مهددة بالقتل، وبالفعل قام الأب بإطلاق الرصاص عليها بشكل علني، لتقوم الفصائل المحلية نفسها بتسليمه للجهات الأمنية في المحافظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى