4-نيشان إلى المؤتمر الوطني الخامس… *أرضية”السيادة الشعبية” بين عنوان تجربة،ومستقبل وطن…

#محمد صلحيوي
من الأمور المعروفة والمؤكدة، أن “مقدمة/تقديم”هو المفتاح والبوصلة لقراءة متن من المتون، أو وثيقة من الوثائق؛وهوالامر الذي ينطبق بالتمام على أرضية”السيادة الشعبية” من هذا المنطلق الحاسم،أقتبس الفقرة الأولى من تقديم إرضية السيادة الشعبية،وجاء فيها نصاَ:
“إنّ الحزب الاشتراكي الموحد مقبل على عقد مؤتمره الخامس، الذي يريده مؤتمرا سياسيا بمهام تنظيمية وازنة، من أجل إعادة البناء الفكري والتنظيمي وترجمة وعي المرحلة إلى واقع جديد للوطن بإعمال العقل والاجتهاد الفكري في فهم واستيعاب الواقع وبمنطق التبصر في تفكيك وتحديد طبيعة التناقضات وبتقديم قراءة نقدية للتجربة الحزبية منذ 2002 إلى اليوم من أجل استخلاص الدروس وفتح النقاش والحوار لدمقرطة الحزب وتقويته وتحديث آليات اشتغاله وتواصله وتشبيكه واستشراف طريق البناء المستقبلي لمشروعنا، وهي فرصة تروم أيضا تقوية النضال الجماهيري والمؤسساتي والثقافي التنويري مستقبلا، أخذا بعين الاعتبار المتغيرات الدولية التي يمكن أن تشكّل مناسبة لخلق أمل وتوليد أفكار واقتراح بدائل ممكنة مع الانخراط في الحركات الاجتماعية والديناميات المصاحبة لها، والمتفاعلة في المجتمع خصوصا تلك التي واكبت جزءا من التاريخ القريب لحزبنا ومساره الفكري والسياسي والتنظيمي خلال ظرفية 2011 ـ 2021 كنقطة ارتكاز لمشروع التغيير الديمقراطي المستقبلي في أفق «دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع» والضغط ميدانيا ومؤسساتيا والتأسيس «لجبهة شعبية واسعة للنضال» من أجل التغيير الديمقراطي المنشود؛
ويروم الحزب الاشتراكي الموحد اعتماد اجتهاد فكري يؤهله استقبالا لإحداث نقلة فكرية وسياسية نوعية في مسيرته وتطوره كرافد من روافد اليسار المغربي.”
إنطلاقا من هذه الفقرة، تؤكد الأرضية،أنها تطور نوعي في عملية استيعاب الحزب الإشتراكي ألموحد دروس تجربة وظرفية، وبذلك تحسم مسألة الاستيعاب الإيجابي للمقدمات النضالية والفكرية السابقة في الإرث الفكري الشعبي للحزب الإشتراكي ألموحد.
في الحلقةالسابقة(3) اوردت إجتهادين وهما بمثابة قطيعتين للفقيد عبد السلام المودن،وكان ملخص الفكرة كالتالي:
<<القطيعتان الحاملتان بذرة” مركزية الحركة الإجتماعية”التي جاء الحراك الشعبي المغربي وأعطاها المضمون الواقعي، وجاءت أرضية “السيادة الشعبية” فوضعت لها عنوانها بالشكل والروح. >>.
وفي سياق الفكر القطائعي لعبد السلام المودن،تم التأكيد على أن الإنتلجنسيات لم تكن مهيأة لتقبل فكر القطيعة مع معتاد ثقافة اليسار المغربي على وجه التخصيص والمتسم/ بالتكرارية.
إن مجيئ الحراك الشعبي المغربي، وبكل دينامياته،خصوصاً نموذجه بالريف وفر الفرصة التاريخية لإحداث القطيعة المنتجة مع الثقافة السياسية لمنظومة التعددية الحزبية المغربية؛وقدم الحراك الدروس التالية:
أولاَ-بلور الحراك الشعبي بالريف عريضة مطالب موحدة، من داخل الجموع العامة، متفق عليها، وملتزم بها من طرف الجماهير الحراكية في الريف.
ثانياَ-مسيرات قوية على طول الريف، انضباط تام لوحدة الشعارات والمطالب وفي إنجاز الخطوات الميدانية، ومن المثير الإنتباه، الحضور النسائي الكبير. .
ثالثاَ-إنتخاب قيادة الحراك من الجموع الشعبية، والإنضباط لها أدائياً.
رابعاَ:ثبات الحراك في خطابه على السلمية والشعبية،وبذلك كرس ورسخ الحراك كحركة إجتماعية.
والخلاصة هنا هي:
1-أرضية السيادة الشعبية بمقدمات سابقة في التجربة النوعية، وليست طفرةنزلت من السماء.
2-الحزب تأسس بمنطلق الإشتراكية بجميع تجاربها،وليس انطلاقاَمن الماركسية الأرتدوكسية الدوغمائية.
3-الإنطلاق من مركزية الحركة الاجتماعية، وهو التطور الحاسم الذي حملته ظرفية2011- 2021…
#محمد صلحيوي