“حشدت” تتضامن مع نضالات الشباب المغربي
تتابع حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية بقلق بالغ تصاعد الاحتجاجات الشبابية والطلابية في مختلف ربوع الوطن، وعودة الشباب المعطلين في مختلف أنحاء المغرب إلى الساحات من أجل الدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة، تشهد على تضحياتهم الجسام في سبيل الكرامة والعدالة الاجتماعية، معلنة عن تضامنها المطلق مع هذا الحراك الشبابي العارم.
هذا ما جاء في الفقرة الأولى من بيان صادر عن “حشدت” وحصلت “تنوير” على نسخة منه. وتابع البيان مسجلا إن العنف الذي يواجه به شبابنا، هو انعكاس مباشر للتوجهات القمعية الهادفة إلى تكميم الأفواه وتكريس واقع اجتماعي غير عادل، سواء كانوا طلبة يناضلون من أجل ملفاتهم المطلبية، أو شبابًا يائسين يحاولون الهجرة هروبا من واقع البطالة والتهميش بحتا عن حياة كريمة، أو مناضلين من داخل الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، مما يضرب في الصميم مبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان بوطننا.
وإذ نؤكد “حشدت” في بيانها أن هذه الاحتجاجات ما هي إلا تعبير أصيل عن أزمة عميقة تعاني منها فئات عريضة من شبابنا نتيجة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي تعمل على تعزيز الامتيازات الطبقية وتوسيع الفوارق الاجتماعية، فإننا ندرك أن تجاهل هذه الحراكات الاجتماعية والاستمرار في استخدام الحلول الأمنية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة وتعميق الاحتقان الاجتماعي، وصولا إلى انفجار شامل وهو ما لا نرتضيه لبلدنا.
وأكد البيان أن المطالب التي يرفعها الشباب ليست ترفًا، وليست مجرد مطالب فئوية أو آنية، بل هي تعبير عن الحاجة الملحة إلى تغيير شامل للسياسات اللاشعبية واللاديمقراطية لهذه الحكومة المفلسة شعبيا، ديمقراطيا وسياسيا، والتي تكرس التفاوتات الطبقية وتفرغ الديمقراطية من محتواها؛ وإنما هي نتاج تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وغياب آفاق مستقبلية واعدة لدى فئات عريضة من الشباب، وجب التعامل معها بروح المسؤولية الوطنية ومن منطلق العدالة الاجتماعية.
وإذ تدين الحركة الشبيبة بشدة كافة أشكال القمع الممارس ضد المتظاهرين السلميين، فإنها تؤكد على أن الشباب المغربي، بما يمتلكه من طاقات إبداعية وعزيمة لا تلين، هو الثروة الحقيقية للوطن، وهو القادر على بناء مستقبل زاهر له.
بناء على ما سبق، تدعو الحركة إلى
الوقف الفوري لكافة أشكال القمع وعلى رأسها المقاربة الأمنية ضد الاحتجاجات الشبابية السلمية والمتابعات الصورية في حق طلبة الطب، وبفتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الحراكات الاحتجاجية والاستجابة لمطالبهم المشروعة بدلًا من تجاهل أصواتهم واحتجاجاتهم.
كما تطالب بوضع برامج وطنية شاملة لمعالجة مشكلتي البطالة والهشاشة، وتوفير فرص عمل لائقة للشباب، وكذا بإصلاح منظومة التعليم وتطويرها لتلبية احتياجات سوق الشغل، وتعزيز البحث العلمي والابتكار.
هذا، وتدعو كذلك إلى ضمان المشاركة الحقيقية للشباب في عملية اتخاذ القرار، ليس فقط بوصفه أداة للإصلاحات الجزئية، بل شريكا أساسيا في بناء مغرب جديد يستند إلى قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية الشعبية.
ويختتم البيان بالإشارة إلى أن حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، بما هي جزء لا يتجزأ من الحركة اليسارية المغربية، تؤكد التزامها بالوقوف إلى جانب الفئات الشعبية في نضالها ضد الاستغلال والقهر، وأنها ستواصل الدفاع عن حقوق الشباب باعتبارهم القوة الحية للتغيير الاجتماعي والسياسي.