حوار مع الكاتبة هدى الشماشي قرب اصدار “لعبة القفز من النافذة”

سيصدر قريبا للكاتبة هدى الشماشي كتابها القصصي الجديد “لعبة القفز من النافذة” عن دار “الآن ناشرون وموزعون” الأردنية. هذه التجربة الأدبية الجديدة التي تتهيبها الكاتبة تمثل قفزة مميزة في مسيرتها الأدبية، وهي مناسبة رائعة للاطلاع على الإلهام والأفكار التي قادتها إلى تأليف هذا الكتاب. نقدم لكم هنا حوارًا حصريًا مع الكاتبة هدى الهاشمي، حيث نتناول تفاصيل مشوقة عن تجربتها الأدبية ورؤيتها للعالم من خلال كتابها الجديد.
مرحبًا بكم في هذا اللقاء الخاص مع الكاتبة المبدعة هدى الشماشمي. نحن هنا اليوم لنتحدث عن إصدارك القصصي الجديد “لعبة القفز من النافذة” الصادر عن دار “الآن ناشرون وموزعون” الأردنية. هدى، أهلاً وسهلاً بك.
هدى الشماشمي: شكرًا جزيلاً لكم، إنه لشرف كبير لي أن أكون هنا وأشارك تجربتي معكم.
ما الذي ألهمك لكتابة هذا الكتاب؟
هدى الشماشي: ألهمتني قصص أمي قبل كل شيء. كنت طفلة ريفية أمازيغية ولدت بمدينة تطوان ولم أر الريف عيانًا أبدًا، ولكن حكايات أمي جعلته شبه مرئي أمامي بتفاصيله. ثم جاءت الكتب تباعًا، روايات كان أخي الأكبر يأتي بها إلى البيت، وقد وجدتها في متناول يدي منذ سن صغيرة جدًا وقرأتها بمتعة حقيقية. ثم تمنيت أن أقول قصصي أنا أيضًا.
هل تعتمد قصص الكتاب على تجارب شخصية أو مشاهدات واقعية؟
هدى الشماشي: أحاول أن أراقب العالم حولي دائمًا. التفاصيل الصغيرة والكبيرة لحياتنا كبشر تسحرني دائمًا، كما أمتلك أذناً جيدة لالتقاط القصص من كل صوب. أحيانًا ما قد أستمد كتاباتي من تجاربي الشخصية أيضًا، غير أنني أعاملها عندها مثلما أتعامل مع أي قصة أخرى، إذ لا أفكر مثلاً بالتطهر عن طريق الكتابة أو أشياء من هذا القبيل. ربما يصلح هذا لكتابة اليوميات الشخصية مثلاً، غير أن الكتابة هي عمل جاد وحقيقي وله شروطه
.
ما هي التحديات التي واجهتك أثناء كتابة هذه القصص؟
هدى الشماشي : كان التحدي الأكبر هو أن أرضى عما أكتبه. ربما يكون النقد الذي يمارسه الكاتب على نفسه أقسى أنواع النقد جميعًا، ومع ذلك فإنني أعتبره أمرًا صحيًا للغاية، إذ ينبغي أن نحترم القارئ دائمًا، ونحترم تاريخ الأدب العظيم الذي نحلم جميعًا ككتاب بأن ننتمي إليه.
ما الفكرة الرئيسية أو الرسالة التي تود إيصالها من خلال هذا الكتاب؟
هدى الشماشي: لا يمكنني بالضبط أن أتحدث عن رسالة أوجهها من خلال هذا الكتاب، وعموماً فلا أعتقد أن الأدب يعمل على هذا النحو. لكنني كاتبة تميل للفقراء والكادحين والذين تهمشهم وتسحقهم الحياة، ويسعون مع ذلك لخلق “نوافذهم” الخاصة. ربما وددت أن أتوقف كي أبدي إعجابي واحترامي وتفهمي لكل هؤلاء، أيا كانت بطولاتهم أو هفواتهم. ولذلك آمل أن يلمس القراء أثر هذا الحب.
هل هناك شخصية معينة في الكتاب تشعرين بأنها تمثلك بشكل خاص؟
هدى الشماشمي: أعتقد أن هناك أثرًا مني في أغلب شخصيات الكتاب على كثرتها رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولا أظن أن ثمة كاتبًا بوسعه أن يفلت من هذا. نحن نتواجد دائمًا في كتبنا بشكل أو بآخر.
كيف كانت تجربتك مع دار النشر “الآن ناشرون وموزعون”؟
هدى الشماشمي: التجربة كانت عظيمة مع دار النشر. تواصل معي في البداية الأستاذ جعفر العقيلي الذي هو كاتب أيضًا وله روح فنانة، وهذا ما يجعلك كمبدع تطمئن على عملك، ويمنح العمل المشترك مناخًا رائعًا من الانسجام والثقة.
هل لديك طقوس خاصة تتبعينها عند الكتابة؟
هدى الشماشي: بالنسبة لطقوس الكتابة فأنا أكتب غالبًا في أماكن هادئة، وأبدًا ليس بمعية شخص آخر. أنا متطلبة جدًا بخصوص هذا الشرط. تحضرني أحيانًا أفكار وأنا أمشي أو أعمل ويمكن أن أدونها على الهاتف أو الحاسوب حتى وقت آخر. وبالضبط حتى اللحظة التي بوسعي أن أختلي فيها بنفسي وأكابد العملية الشاقة العذبة التي نسميها بالكتابة.
ما هو الكتاب الذي كان له التأثير الأكبر عليك ككاتبة؟
هدى الشماشي: أثرت علي كل الكتب التي قرأتها بشكل أو بآخر، وعلي أن أذكر أنني قارئة أفضل بكثير مما أنا عليه ككاتبة. يمكنني تذكر سنوات حياتي مثل مسار طويل من الكتب التي جعلتني أعيش ألف حياة أخرى، وهذه بركة الأدب التي نمتن لها جميعًا، لكنني مثلاً قد أذكر لك أحب رواية إلى قلبي، والتي أنصح بها أصدقائي دائمًا، وهي رواية الكتاب الأسود لبرهان باموق. عمل فني عظيم يعلمك أن تحترم صنعة الكتابة الإبداعية.
هل لديك خطط لمشاريع مستقبلية في عالم الكتابة؟
هدى الشماشي: خطتي هي أن أستمر في الكتابة. في الواقع لقد جئت إلى الكتابة لأبقى، غير أن الأهم هو أن أنتج أعمالاً جيدة، وهذا يتضمن عملاً جادًا وشاقًا إلى حد ما، غير أنني أرحب به. لدي مشروع رواية لكنني لست واثقة من أي شيء بشأنه الآن، ربما سيستحق فرصة أو أنني قد أنتقل إلى شيء آخر.
كيف تتوقعين أن يستقبل القراء كتابك الجديد؟
هدى الشماشي: أنا متوترة ومترقبة منذ الآن بشأن الطريقة التي سوف يستقبل بها القراء كتابي، ومع ذلك فإنني أحبه. إنه كتاب يشبهني تمامًا ويشبه أصواتي الداخلية كلها ويحمل الكثير من التزامي نحو العالم الذي نعيش فيه. غير أن القول الفصل بات للقراء الآن، وأنا أثق بهم أيضًا، وأعتقد أنني سوف أتعلم الكثير من آرائهم وهذا سينفع تجربتي الإبداعية برمتها.
نتمنى للكاتبة هدى الشماشي كل النجاح والتوفيق في مشوارها الأدبي، وأن يلقى كتابها الجديد “لعبة القفز من النافذة” إعجاب القراء والنقاد. شكراً لك هدى على هذا الحوار الشيق والمميز