مجتمع

الحلقة السابعة 7 من “شخصيات من الذاكرة”؛ خديجة الرفالية أول أستاذة لمادة التربية البدنية ببرشيد جلال العناية

خلال حلقات من ” شخصيات من الذاكرة” التي نسلط من خلالها التعريف ببعض الشخصيات الراحلة تزامنا مع هذا الشهر الكريم، و التي أسدت خدمات جليلة لعاصمة اولاد أحريز ، وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة أجد نفسي مضطرا للحديث عن شخصية شرفت المرأة الحريزية بصفة خاصة والمرأة البرشيدية بصفة عامة، ويتعلق الأمر بالراحلة خديجة الرفالية .
في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ، كانت الخصائص العامة المشتركة في كل حواضر وبوادي المغرب تتسم بغياب تعليم البنات، وكان تعليم الفتاة يكاد يكون مستحيلا بسبب ضغوط اجتماعية وعقليات كانت سائدة آنذاك.

بعد حصول المغرب على الاستقلال، و بالنظر للدور الهام الذي لعبته المرأة المغربية إلى جانب الرجل في مقاومة المستعمر والكفاح من أجل الحرية والاستقلال، و في محاولة الاقتداء بالأميرة لآلة عائشة في مجال التحرر النسوي، بدأت العديد من العائلات الراقية تشجع بناتها على التمدرس والتحصيل الدراسي ، ومن بين هذه العائلات بمدينة برشيد نجد عائلة الرفالية.

تعتبر خديجة الرفالية ، رمزا للمرأة المكافحة التي استطاعت أن تتخطى جميع الصعاب وترسم مسارها المهني في مجال التعليم ،حيث تعد اول أستاذة درست مادة التربية البدنية بمدينة برشيد خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي .

أعطت لالة خديجة نموذجا لنفسها تتمتع به من دماثة خلق ولين جانب مع الكبير والصغير ومحبة للبذل والعطاء،
إنها من نوع الشخصيات اللواتي لا تتوقف نظرتهم للتعليم على أنه مجال مهني فقط، بل محط ومنبع تأثير إيجابي في المجتمع، بابتسامتها المتعاطفة والحنونة و”الكاريزما” التي كانت تتمتع بها سواء اثناء عملها او بعد تقاعدها، كانت لها قدرة هائلة على التأثير الإيجابي وزرع الحماس والأمل والطاقة الإيجابية. وهذا ما جعل منها رمزا حقيقيا للمرأة البرشيدية التي تجمع ما بين أصالة “تمغربيت” والحداثة، ليس في مجال التعليم فقط، بل في التأثير الإيجابي الذي كانت تتمتع به… رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى