عزيز الحنبلي -تنوير
في أول أسبوع له على رأس عمالة إقليم برشيد، بدأ العامل الجديد جمال خلوق في رسم معالم أسلوب تدبيره، من خلال قرارات حازمة وزيارات ميدانية متتالية، تعكس رغبته في إعادة هيكلة تدبير الشأن المحلي بالإقليم.
وفي خطوة اعتبرها متابعون أول مؤشر على انطلاق دينامية التغيير، أصدر العامل قرارًا بإعفاء رئيس القسم الاجتماعي المكلف ببرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في سياق تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي للعمالة بما يخدم فعليًا مصالح الساكنة.
خلال زيارته الميدانية لمقر جماعة حد السوالم، لم يُخفِ العامل خلوق استياءه الشديد من غياب الولوجيات داخل مقر الجماعة، والمكون من عدة طوابق دون تجهيزات تُراعي حاجيات ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد توجّه إلى رئيسة المجلس الجماعي بلهجة حازمة قائلاً:”ومنين غيطلعوا عندك ذوي الاحتياجات الخاصة؟”
هذا الموقف اعتُبر رسالة قوية مفادها أن العامل لن يقبل أي تهاون في احترام كرامة المواطنين أو التراخي في توفير الحد الأدنى من شروط الولوج والإدماج الاجتماعي.
منذ تعيينه، شرع جمال خلوق في زيارات ميدانية مكثفة شملت عددًا كبيرًا من الجماعات، من بينها: برشيد، الكارة، أولاد زيان، رياح، جاقمة، الغنيميين، السوالم الطريفية، المباركيين، قصبة بن مشيش، الفقرا أولاد عمرو، سيدي المكي، سيدي بن حمدون.. حيث التقى رؤساء الجماعات ومكونات المجالس المحلية، ووجّه رسائل مباشرة ومشفّرة في الآن ذاته.
“أنا ما غاديش نبيع الوهم، اللي كاين كاين، واللي خاصو يتدار خاصو يتدار.”
“أنا من ساكنة المدينة، وما يضرهم يضرني.”
“أنا ماعندي لا سبت لا أحد، والإقليم هذا يستاهل كل خير.”
وقد أثارت الحيوية التي أبان عنها العامل الجديد وتواصله القوي مع المواطنين والمجالس المنتخبة، موجة من التقدير، وسط ترجيحات من مصادر مطلعة بأنه مرشح بقوة لتولي منصب والي بإحدى جهات المملكة مستقبلاً، إذا ما واصل نفس النهج في الصرامة، المراقبة القريبة، والاشتغال بمنطق النتائج.
في أقل من أسبوع، تحوّل اسم جمال خلوق إلى حديث الساحة المحلية، وبدأت تظهر مؤشرات أسلوب عمل مختلف، يراهن على الحضور الميداني والحكامة والتواصل.
فهل تكون هذه البداية بداية تحول فعلي لإقليم برشيد؟
لنا عودة للموضوع !!!
