اخرى

حزب “الميزان” فقد توازنه بين الدفاع عن حصيلة الحكومة ومعارضتها

أحمد رباص

حزب “الميزان” يدعو الحكومة إلى الاهتمام بالطبقة الوسطى. كل من ليس ملما بمشهدنا السياسي ويقرأ هذا الخبر يظن أن الحزب إياه يعبر عن موقفه هذا من خارج الحكومة؛ أي من المعارضة، بينما هو ثالث مكونات الحكومة والأغلبية كلتيهما.
على مستوى الحكومة، نجد نزار بركة، الأمين العام لحزب “الاستقلال” يمتشق حقيبة التجهيز والماء، ورياض مزور حقيبة الصناعة والتجارة، ومحمد عبد الجليل حقيبة النقل واللوجيستيك، وعواطف حياز حقيبة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة. ولهذا الحزب فريق برلماني معروف باسم “الوحدة والتعادلية”.
ويدعي هذا الحزب في أدبياته أن الأغلبية الحالية مكونة من تحالف ثلاثي استطاع أن يتوافق بالسرعة المطلوبة على برنامج انتخابي حاز على أغلبية ساحقة من طرف مجلس النواب ليتم تنصيبها و الشروع في ممارسة مهامها الدستورية في اطار من الانسجام والتضامن لإنجاح هذه المحطة السياسية بقيادة عزيز أخنوش.
وإذا أدركنا أن مطالبة حزب “الاستقلال” للحكومة بالاهتمام بالطبقة الوسطى جاءت من خارج الحكومة والبرلمان وتضمنها بلاغ صدر على إثر اجتماع عقدته مؤخرا لجننه التنفيذية برئاسة نزار بركة، نفهم كيف أن حزب علال الفاسي يضع قدما في الأغلبية وأخرى في المعارضة، حتى يظهر حرصه على أنه آلته الحزبية لم يصبها الصدأ حتى وإن كانت عرضة للرطوبة الحكومية. وهل يظن قادة الحزب أن الشعب المغربي من السذاجة بحيث تنطلي عليه حيلتهم البليدة والمكشوفة والتي يبدو في وقت واحدا الحزب من خلالها قطا أليفا يتمسح بأقدام رجال السلطة طمعا في أن ينال منهم الفتات، وأسدا مغوارا لا يكف عن الزئير خارج الحكومة والبرلمان حتى يظهر بمظهر الغيور على مصالح الشعب؛ بينما وزراؤه ونوابه أشد عباد الله حرصا على امتيازاتهم.
في شهر أبريل الماضي، دافع نزار بركة عن حصيلة حكومة أخنوش وظهر متضامنا مع عملها ومدافعا عن أوراشها المفتوحة وعن الإجراءات التي اتخذتها في سياق اقتصادي واجتماعي معقد. حدث ذلك بالضبط يوم 11 ابريل بمناسبة ندوة نظمتها رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين.
ها أنتم تلاحظون أن حزب “الميزان” فقد توازنه: في المناسبة الأولى الأسبق زمنيا، دافع عن حصيلة الحكومة، فيما نجده الآن يطالبها بإيلاء الاهتمام بالطبقة الوسطى، وهذا لعمري تناقض يعكس تخبط الحزب وفقدانه للبوصلة. وهل يعتقد المبتدئ فينا أن الحكومة سوف تسارع إلى تنفيذ الأمر طالما أنه بدر من حزب “الاستقلال”؟ المسألة لا تعدو ذر الرماد في العيون.
قد يقول قائل: الوزارات التي كانت من نصيب الحزب قليلة العدد وعديمة الأهمية الاستراتيجية ولا تؤهله لاتخاذ قرارات مهمة. وإذا كان الحال كذلك، فلماذا رضي وابتهج بها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى